أن تفرد بعض الفضائيات مساحات مهمة من ساعات بثها لمناقشة قضايا اجتماعية مهمة هو أمر إيجابي نحرص عليه بل نعضده ونثمنه باعتبار أن الإعلام هو واحد من أدوية كثيرة في روشته نبحث عنها لعلاج الكثير من الامراض والاورام لكن يبقى الفيصل في مدى أهمية الموضوع المتداول وهل يستحق المناقشة؟ وهل هو على درجة من الأهمية بما يشكل هاجساً مجتمعياً يؤثر على المجتمع أم أنه مجرد ظاهرة لا ترقى لمستوى الحديث عنها وتضييع دقائق فيها ناهيك عن ساعة أو اكثر في (اللت والعجن)؟ استصطحب هذا الحديث وفضائية (زول الما عندها علاقة بأي زول) تفرد وقتاً كبيراً في برنامج اسمه (بيت الصندل) أعتقد أنه قصد بالتسمية أن يكون معنياً ومهتماً بالشأن النسوي ومناقشة قضايا المرأة، افردت (زول) حلقة كاملة عن ظاهر تناول الفتيات للشيشة وكأن كل بنات السودان استبدلن وجباتهم الثلاث (بالمعسل) حتى لدرجة ان الست مقدمة البرنامج وضيفها صورا بنات السودان وكأنهن جميعاً ودون استثناء (مشيشات) بالدرجة الأولى. والأدهى والأمر أن البرنامج حاول أن يجد عذرا لهؤلاء الفتيات بأنهن ربما يعانين كبتاً نفسياً داخل الاسرة فيضطررن الى تنفيس كبتهن مع انفاس الشيشة. نعم ربما أن هناك ظاهرة لبعض (المتفلتات) وهذا قدر اي مجتمع مهما كانت درجة المحافظة فيه لكن أن يثار الأمر على فضائية (رغم انها غير مشاهدة) ففيه إنطباع سيء وتشويه لوجه مجتمع احسب انه رغم ما اصابه من بثور لكنه لم يفقد مسحة الجمال فيه. أعتقد أن هذا البرنامج حاول أن يُحدث معركة دون معترك ويهول الظاهرة فيجعلها وكأنها كارثة عمت المجتمع السوداني لتعكس بذلك (زول) صورة غير جميلة للمجتمع السوداني الذي هو افضل مائة مرة عن مجتمعات عربية اصابها التصدع وضربتها الشروخ والزلازل.. فيا مقدمة بيت الصندل دعي برنامجك (مبخراً) تنطلق منه ابخرة الصندل الجميلة ليعكس كل ماهو رائع وحقيقي عن المرأة والفتاة السودانية وليس (غرزة) لمتعاطيات الشيشة اللائي يختبئن (كالجرذان) لأنهن يعلمن انهن يقمن بعمل مرفوض ومنبوذ. كلمة عزيزة عند إنطلاقة الترويج لبرنامج (عدد خاص) انا شخصياً سعدت جداً أننا أخيراً سنشاهد برنامجا من شاكلة برامج (التووك شو) التي تهتم بقضايا المجتمع ومشاكله وتلاحق المسؤولين بكل جرأة وقوة قلب لكن للأسف ما أن يعدي اسبوع ويليه آخر إلا ويفقد هذا البرنامج ملامحه وشكله وطعمه ولونه ليتحول الى برنامج ماسخ وبارد يقدم قضايا ليس فيها عنصر الدهشة ولا المفاجأة كشاكلة تعدد الزوجات وارتفاع تكاليف الزواج وهي قضايا قد نتفق انها مهمة لكنها اصغر بكثير من جيب برنامج كنت اتخيله مليئاً بالقضايا الحساسة والمتابعة اللصيقة لأحداث تشهدها ايام الأسبوع السبعة ليخرجها البرنامج في طبعته يوم الجمعة بملاحقة الحدث وتفصيلاته بالكاميرا والتقرير لكن وعلى ما يبدو أن طاقم الإعداد ضعيف للغاية ومستسهل حكاية التقارير التي تجري في الشوارع والأسواق مع شوية تعليق من مقدمي البرنامج والسلام ختام. أعتقد أنه على إدارة النيل الأزرق ان تعيد النظر في هذا البرنامج.. دراسة ونتائج، وإجراء قليل من المقارنة مع برامج تعنى بمشاكل المواطنين وهموهم واحلامهم وانا واثقة انكم ستصلون الى نتيجة أن (عدد خاص) اصبح مجرد ونسة وكلام في كلام!! كلمة أعز لن الوم المدعوة مونيكا إن قالت إنها ستذهب إلى نيجيريا تلبية لدعوة الشريف. لن الومها طالما أن فضائياتنا تمنحها الفرصة للظهور، وكمان مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. والله هانت!!