أكد القيادي بحزب الأمة القومي ورئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم السابق «محمد حسن التعايشي» أن حزب الأمة من بين الأحزاب السياسية العاجزة عن الفعل السياسي، مشيراً إلى أن عجز حزب الأمة والقوى السياسية الأخرى عن العمل السياسي هو الذي مهد الطريق إلى الأزمة السياسية الراهنة في البلد، وقال التعايشي في حوار مع (الاهرام اليوم) - ينشر بصفحة حوارات - إن القيادة السياسية لحزب الأمة غير واقعية في مواجهتها للأزمات الحقيقية في السودان، وأضاف أن هذا الأمر تسبب في كارثة داخل الحزب، مما أدى إلى عجز الحزب في التأثير إيجابا على القضايا الكبرى التي تحدث في البلاد (الانفصال أو الوحدة) إضافة إلى المستقبل المظلم لدارفور، فضلا عن مستقبل الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والسياسية في السودان، وقضايا المواطنة في البلد، مبيناً أن هذه جميعها قضايا كبرى حزب الأمة عاجز عن التأثير إيجابا فيها. وقال التعايشي إن إدارة العمل في حزب الأمة إدارة فردية تكرس للتبعية وتجعل عطاء الناس غير منتج، وأضاف أنها إدارة غير راغبة في أن يتحول الحزب ويتمدد في المساحة التي يستطيع أن يحقق من خلالها الأهداف الحزبية النبيلة على مستوى البلد، واعتبر التعايشي هذا الأمر لم يمثل المشكلة الرئيسية في الحزب، واستدرك قائلا: لكن المشكلة الرئيسية هي فقدان القاعدة الرئيسية للحزب نتيجة التحولات والتغييرات البنيوية، وأضاف أن فرصة قيادة الحزب كانت في أن تنتقل القيادة بالتحالف التقليدي لحزب الأمة المتمثل في (الرعاة والمزارعين التقليديين والزعامات التقليدية وبعض المثقفين) إلى كيان وسط حديث وفعال، ومضي قائلا: (لكن للأسف أحالته القيادة إلى حزب للمريدين)، وأردف جازما أن السقف سيينهار علي رؤوسهم، مؤكداِ أنه ليس هنالك جدوى من معركة الإصلاح الداخلي في الحزب باعتبار أن الحزب أضاع على نفسه الفرصة التي كانت يمكن من خلالها أن يحقق تطورا حزبيا يؤثر على الحركة السياسية في السودان، واستدرك: لكنه لم يتجاوب مع التغييرات التي طرأت علي البنية الأساسية للمجتمع، موضحا أن معركة التغيير داخل حزب الأمه تقود إلى لا شيء.