من رأي الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اليومين الماضيين الى لبنان، تشكل استفزازاً. وكان واضحاً أن الحكومة الأمريكية مازالت متحاملة على الجمهورية الاسلامية الايرانية وما أكثر الأسباب ومنها إصرار إيران على تنفيذ برنامجها النووي وتهديدها المستمر لاسرائيل ودعم إيران المتواصل لما تسميه الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمنظمات الارهابية ومنها حزب الله الذي يتزعمه الشيخ حسن نصر الله. وفي نفس الوقت يرى آخرون أن الرئيس الإيراني نجاد زار لبنان تلبية لدعوة رسمية تلقاها من نظيره اللبناني الرئيس ميشيل سليمان الذي زار إيران العام الماضي. وعن الزيارة المهمة المثيرة التي قام بها الرئيس نجاد الى لبنان كُتب وقيل الكثير ومنه ما جاء في جريدة (ذي ديلي تيليجراف) اللندنية في عددها الصادر أمس الخميس الموافق 14 أكتوبر 2010م. فقد ذكرت الجريدة أن محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني أُستقبل في لبنان استقبال الأبطال وأنه أراد بهذه الزيارة أن يستعرض أمام الملأ هيمنته على إحدى الدول الأكثر تعرضاً للخطر. لقد استقبل ألوف اللبنانيين وهم يحملون الزهور والأعلام الإيرانية الرئيس نجاد وهو يستقل عربة مكشوفة في جنوببيروت أحد معاقل الشيعة وخلال مرور الموكب الرئاسي نثر مؤيدو حزب الله الأرز وذبحوا الإبل إحتفاء بالضيف. وقالت السفيرة الأمريكية في بيروت «نحن ودول المنطقة نتفق على أن إيران لا تلعب دوراً مساعداً في المنطقة في ما هو متصل بالاستقرار»، ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الرئيس نجاد الى أن يتجنب إطلاق التصريحات التي من شأنها إشعال التوترات في لبنان. وتأتي زيارة الرئيس نجاد الى لبنان في أجواء التوتر السائد جراء المحكمة الدولية المتعلقة بالمتورطين في إغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005م وقد طالب حزب الله الحكومة اللبنانية بالإنسحاب من هذه المحكمة على أن يتولى هو محاكمة المشتبه فيهم من منسوبيه وخلال الزيارة قال الرئيس نجاد «إننا نؤيد مقاومة الشعب اللبناني ضد النظام الصهيوني، إن لبنان ليس مصدر فخر للبنانيين وحدهم وإنما هم مصدر فخر للمنطقة لأنه غير ميزان القوى لصالح شعوب المنطقة». ومن المتوقع أن «يتوغل» نجاد في تصريحاته أكثر من ذلك لدى مخاطبته لمؤيدي حزب الله في ضاحية بيروتالجنوبية ويخاطب اللقاء أيضاً الشيخ حسن نصر الله الذي لم يظهر في العلن منذ عام 2008م. ومن المقرر أن يزور الرئيس نجاد بعض المدن والقرى الحدودية التي استهدفتها اسرائيل عام 2006م وبلغ عدد القتلى من الجانب اللبناني أكثر من ألف قتيل. وقالت الجريدة إن إيران قدمت مئات الملايين من الدولارات لإعادة بناء ما دمره الاسرائيليون عام 2006م وأن الأهالي عبروا عن شعورهم بالعرفان للرئيس نجاد.