{ تماماً.. كما حدَّثتكم بالأمس في هذه المساحة، فقد وزَّعت حكومة الجنوب صورة فوتوغرافيَّة تجمع الفريق «سلفاكير ميارديت»، رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية، ونائبه الدكتور «رياك مشار»، والثاني يستقبل الأول عند باب السيارة بأحضان دافئة.. و(الضحكة) تكشف (الفلجة) المميزة بين أسنان دكتور «مشار».. الموعود - في أسطورة «النقوندينق»- بحكم الجنوب..!! { «سلفاكير» خاطب حُكام الولايات الجنوبية قائلاً : (قد تكونون على علم بأن بعض وسائل الإعلام في الخرطوم تبثُّ عمداً دعاية رخيصة، تزعم أن هنالك انقسامات داخل حكومة الجنوب والحركة الشعبية، وذهبوا أبعد من ذلك باختلاق خلافات بيني ونائب رئيس حكومة الجنوب بنسب تعليقات معيّنة لي ضد الدكتور رياك مشار، وحتى ضد بطلنا الكبير الدكتور جون قرنق). وأضاف: (أرى أن كل هذه بمثابة محاولة يائسة من قبل مجموعة من الناس نفذت أفكارها وإستراتيجيتها لتقويض الاستفتاء)..!! { «سلفاكير» إذن (رجع في كلامه) بل (لحس) كل اتهاماته لنائبه «مشار» بأنّه يسعى للجلوس على كرسي رئاسة الجنوب، رغم أن (الكرسي لا يسع شخصيْن)، كما قال «سلفا» (بالحرف الواحد)..!! { حسناً.. فالصلحُ خير.. والسياسة تتطلّب تضميد الجراح، وتجاوز الخلافات والإحن والمرارات.. سريعاً.. وإلاَّ ضاع الاستفتاء.. وراح الانفصال أو الاستقلال (شمار) في (زعلة) سلفاكير..!! { يجب أن نعترف أن الحركة الشعبية (تلعب سياسة) باحترافيّة عالية، وذكاء (خارق) و(مخترق) لصفوف «المؤتمر الوطني»، التي تبدو متبعثرة هذه الأيام.. وقد صدق المبعوث الأمريكي «سكوت غرايشن» عندما قال: (أفكار قيادات المؤتمر الوطني تبدو مشوَّشة هذه الأيام)..!! { ولو لم تكن كذلك، لما أخذ يحدِّثنا البعض بغباء يُحسد عليه بأنّ أحد قادة «الحركة الشعبيَّة» فاجأ قيادات «المؤتمر الوطني» خلال جلسة من جلسات (مفاوضات الخسارة الأخيرة) فاجأهم بعرض (مغرٍ) و(مدهش) مفاده أن «الحركة» لن تكتفي بالعلاقات الأخويّة والمصيريّة والتاريخيّة بين (الشمال) و(الجنوب) بعد الانفصال، ولن تتوقّف عند حدود المساهمة في سداد عجز ميزانيّة دولة الشمال التي ستخسر عائدات نفط الجنوب (حوالي نصف الميزانية)، ولكنّها - الحركة - ستعمل على إقناع المجتمع الدولي، خاصة أمريكا وأوربا، برفع العقوبات عن الشمال، وإعفاء الديون، والتعامل مع الدولة (الجديدة) في الشمال بعيداً عن (ورثة) الدولة (القديمة)..!! { ما قاله هذا القيادي البارز بالحركة الشعبية خلال جلسة الحوار (السري المضروب)، لا يحمل في طيّاته أيّة مفاجأة، بل إنه يتّسق تماماً مع (أكاذيب) و(ألاعيب) الحركة الشعبية ومَنْ يفكرون لها من خبراء أمريكا وإسرائيل، الذين ظلوا يخدعون «المؤتمر الوطني» منذ العام 2001م .. عام التعاون مع ال «C.I.A» في ما يسمى بحملة الحرب على الإرهاب ..!! ولن ننسى الحديث المثير الذي أدلى به الفريق «صلاح قوش»، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات، مستشار الرئيس الحالي، وفيه قال للزميلة (الأحداث) - خلال وجوده قبل نحو عامين في «ليبيا» أثناء جولة من مفاوضات دارفور - قولته الشهيرة: (لولا تعاوننا مع ال C.I.A لتفرتق السودان طُوبة.. طُوبة)..!! { وها هو السودان (يتفرتق) طُوبة.. طُوبة.. يا سيادتو «صلاح»، فأين ال «C.I.A» وماذا أثمر تعاونكم معها؟! { إن ما قاله القيادي بالحركة الشعبية حول وعودهم بالعمل على إقناع (المجتمع الدولي) برفع العقوبات عن السودان (الشمالي) ومعاملته معاملة مختلفة بعد الانفصال، ليس (مفاجأة) كما ذكرنا، وإلا فماذا فعلت الحركة لرفع العقوبات عن السودان وهي شريكة في الحكومة لخمس سنوات طويلة؟! وإذا كانت لم تفعل شيئاً، بل حرضت أمريكا ضد الخرطوم، وهي حاكمة في دولة (واحدة)، فكيف تفعلها بعد أن يصبح السودان دولتيْن؟ { لكن السادة مفاوضي (المؤتمر الوطني) المحترمين، صاروا يبحثون عن المفاجآت، ويتخيَّلونها ويتوهَّمون أنها مفاجآت تُلجم الأفواه.. !! وهي لا تعدو أن تكون سراباً!! { اللهم لا مانع لما أعطيت.. ولا معطي لما منعت.