{ تخيلوا ان الهلال انهى الشوط الاول لمباراته مع الصفاسي بهدفين نظيفين وهى نتيجة تضمن وتؤكد تأهله للنهائي ولكنه تراخى وتهاون واستهتر بالخصم حتى تمكن التونسي من احراز هوف وحيد مثلما فعل نيل الحصاحيصا وفي ذات التوقيت الحساس وفي غياب التغطية الدفاعية واستهتار الحارس وتهاون علاء الذي كانت الكرة بين قدميه وامامه عدة خيارات للتمرير ولكنه تعنتر حتى ارتكب مخالفة ثم عاد واهمل التغطية هو وخليفة ولم يكنا قريبين من بعض فيما نلوم سامي وديمبا والمعز وعمر وبشة على اهمال تغطية الكرة العكسية وعدم التعاطي الجاد معها والسبب طبعا حالة التراخي العام التي انتظمت الفريق من المدرب الى اللاعبين. {خرج المعز كالعادة بدون حساب وفي توقيت خاطئ وتفرج المدافعون ولاعبو الوسط حتى تقدم لاعب النيل واسكن الكرة الشباك لتكون نتاجا طبيعيا لحالة الملعب وانسحاب الهلال واخلائه الوسط والهجوم لمصلحة النيل المتقدم والمتحفز لتعديل النتيجة فما غابت هذه الروح عن الهلال مهما كانت الاسباب حتى لا يقول البعض ان المدرب قصد عدم تعريض اللاعبين للاصابات وسوء ارضية الملعب واللعب النهاري وغيرها من المبررات لأننا ننظر للهلال كفريق بطولات ومرشح للقب الكونفدرالية وينبغي ان يضم لاعبين قادرين على التعاطي مع كل الظروف مع ارادة وقدرة تقهر الظروف المشار اليها وكل العوامل الاخرى بما فيها قوة الخصم واندفاعه بجانب عوامل الطقس من برد وامطار وغيرها. { حسم الهلال الشوط الاول وهو امر طبيعي كان يحتم زيادة الغلة واضافة المزيد من الاهداف ولكن الفريق تفككت اوصاله في الشوط الثاني وفقط السيطرة على المباراة وزمامها وترك الملعب للنيل الذي نظم صفوفه وادخل الهلال في جحر ضب خرب وعرضه للتعثر بالتعادل ولم ندر سببا لهذا التراجع غير المبرر حتى لو كانت تعليمات المدرب. { النيل استنفد كل تعديلاته في وقت مبكر ونعتقد انها اثمرت واعادت الفريق لاجواء المباراة فيما لم تضف تعديلات الهلال جديدا للمباراة سوى انها منتحت النيل الافضلية والسيطرة وارهقت الدفاع المرهق اصلا وتسببت في الهدف الوحيد للنيل بل وكادت ان تتسبب في التعادل بسبب رعونة التغطية واهمال الواجبات. { قصدت من الاشارة لهذه السلبيات حتى ينتصح المدرب ولا يغامر بهذا الشكل الذي ادخل الرعب والخوف قلوب جماهير الهلال وانصاره ونرجو ان يراجع المباراة وتسجيلها ويشاهدها مع اللاعبين حتى يقف على سوء الفريق في المبارالة التي لا تفصبها الا ايام على ملحمة الصفاقسي. { اجتاز الهلال واحدا من اصعب المطبات وانهى ملف الولايات بلا خسارة هذه المرة ولكنه احبط القاعدة التي كانت تنتظر عرضا يشف عن الاعداد الجدي للمباراة ويبرهن على ارتفاع المستوى البدني والوصول لغاية الجاهزية البدنية التي تحقق الفوز المنتظر. { اعتقد ان النيل قدم فائدة كبيرة للهلال رغم فارق الامكانات واللاعبين والاهتمام وجلوس الهلال على الصدارة واقترابه من الاحتفاظ باللقب عندما يواجه المريخ في النهائي. { المباراة حفلت بعديد من الاخطاء التي نرجو حسمها بلا تردد وننبه لاعبي الوسط وحتى المهاجمين لضرورة الارتفاع لمستوى المسؤولية وعدم التقيد الحرفي بتعليمات المدرب خاصة عندما تكون الكرة بحوزة الهلال. { لعب المدرب واللاعبون المباراة ويسيطر عليهم هاجس مباراة الاهلي والاصابات التي تعرض لها اللاعبون وهو شعور اذا ثبت في اذهانهم سيجعل من الهلال فريقا غير جدير بالبطولات. { طوال الشوط الثاني ودفاع الهلال لم يخرج من منطقته وتراجع تبعا لذلك الوسط وهاجم الفريق بسادومبا فقط فتكرر مشهد صفاقس عندما بقي وحيدا بين كماشة من المدافعين تلاشت بفعلها خطورته. { التراجع الدفاعي ادى لتقدم النيل وملء كل الفراغات بالملعب وتقدم مدافعيه لتكون بداية تنظيم الهجمة من الخلف بالبناء المنظم حيث تحول الدفاع من الاجادة التام لبناء الهجمات والتقدم للوسط ولاحظنا كيف كان منتصر وحيدا بلا رقيب وادى دخول عنتر لانعاش الهجوم. { ما حدث امام النيل مؤشر خطير على تراجع اداء الهلال نرجو تلافيه امام العرب وكما نرجو الا يتعلل المدرب والمجلس بضغط المباريات او الخوف من الاصابات حبيث كان بمقدورهم الاحتجاج والتظلم حتى لا يفقد الهلال جهد الموسم كاملا بسبب موافقة غير مبررة كما فعل من قبل في الدورة الاولى ووافق على السفر الى كادوقلي بعد ساعات من العودة من رحلة خارجية مرهقة وطويلة وشاقة. { وامام الهلال فرصة تاريخية امام حي العرب ستكون هى المؤشر الحقيقي للمآلات المنتظرة والمعيار الحقيقي للوقوف على قراءة المدرب للمباريات المهمة وكيفية التعاطي معها بعد ان فشل في تونس وتفلسف في الخرطوم وعطبرة وعرض نتيجة الهلال للضياع في الحصاحيصا. { وعلى المجلس زيادة جلسات التقارب مع اللاعبين والجهاز الفني حتى لا ينفرد المدرب وحده بالقرار فيضيع العمل الجماعي وتتبخر كل قصور الاحلام المبنية في الخيال.