أضحت تجارة بيع الرصيد وكروت شحن الهواتف المحمولة تجارة رائجة في الخرطوم وجميع أنحاء السودان، مما ساعد في تسهيل وتوفير الرصيد متى ما شئت وفي أي مكان وزمان. وكان للباعة المتجولون دور كبير في تسهيل المهمة وكلما اقتربت من أي سوق أو محطة أو مؤسسة تجدهم متراصين. «الأهرام اليوم» في جولة لها بقلب العاصمة إلتقت بأحد باعة الكروت وتحويل الرصيد واسمه عرش الدين محمد عبد الحميد وهو طالب مازال يدرس بجامعة السودان كلية الاقتصاد المستوى الثالث، فأوضح أنه يعول نفسه وأسرته لأن والده شهيد، ومنذ 4 سنوات وهو يمتهن هذه المهنة حيث أنه يضع طاولته المصنوعة من الكرتون المتراص وملصّقة عليه كروت شحن قديمة بكل أنواعها وهي بمثابة إعلان كما قال هو (هنا يوجد رصيد لكل الشبكات) أمام مبنى الإدارة العامة للإسكان بوزارة التخطيط والتنمية العمرانية سألناه عن دخله وما يواجهه في هذا المكان وهل هو راضٍ عن وجوده منذ العام 2006 عرش الدين قال إن دخله لا بأس به فإنه يجلب الكروت من الوكيل في موقف جبرة وفي كل 100 كرت يربح حوالي 3 جنيهات ونصف، وأضاف أنه عادة في اليوم يبيع من 60 إلى 70 كرتاً. كما أنه يجني نسبة 5% من نسبة التحويل. وأبان أنها تغطي احتياجاته وأسرته، وأوضح أن الكروت ربحها قليل والأفضل التحويل. ولكن الناس معظمهم لجأوا للكروت نسبة لتوفر فئات في متناول الجميع عكس التحويل الذي يكون فيه الخصم من قبل الشركة وليس منه كما يظن البعض. وهنا طالب شركات الاتصال بتخصيص نسبة أكبر ولو 10% لهؤلاء الباعة لأن الدخل ضعيف وهو يعاني من مصروفات الفطور والشاي والمواصلات فهو يقبع في هذا المكان منذ الثامنة صباحاً حتى المساء عدا أوقات محاضراته في الجامعة. وأضاف ل«الأهرام اليوم» أن مكانه فيه حركة لذلك اختاره لكنه يعاني من كثرة أسئلة المارة ليدلهم إلى الوزارات والمرافق العامة خاصة الداخلية والإسكان مما يعطّل عمله بعض الشيء. لكنه عاد وقال لا بأس من ذلك فأصبح لديّ زبائن وأجد معاملة كريمة من الجميع في هذا المكان. وقال إن أكثر ما يضايقه عند ما تطل عليه (الكشة) أو يحوّل رصيداً خطأ لأنه يدخل في حسابات أخرى لا طاقة له بها وهو دائماً يحاول التدقيق والتركيز في التحويل، كما أن له تعامل خاص مع طلاب الجامعات عندما يريدون بيع أرصدتهم لظروف ما فهو مستعد لذلك. عرش الدين قال إنه أصلاً لأب من جنوب السودان وأم من الشمال وتربى في واو لكنه سيعيش في الشمال لأنه يدرس به وأن أسرته تقيم في منطقة الصالحة مع ثمانية إخوان له وردّد ما عندي «شريعة بالانفصال» وما حأخلي البلد دي لأي ظرف لأني نشأت في الشمال وكذلك الدراسة، وفيه مصالحي. وأتمنى أن تعم الوحدة لكي لا تكون هنالك تحولات تؤثر في حياتنا.