(سِيد اللبن) رغم التطور الذي طرأ على «حاجات» ناس الخرطوم لا زال يقف على (كارو) وبه اللبن الحليب و«بوري» (يصحي الناس) ليشتروا منه اللبن، رغم أن بعض سكان الأحياء الشعبية وحتى الراقية لديهم منه مرتّب لبن ثابت. ولازال (اللبّاني) يحتفظ بسماته تلك التي تعوّدنا عليها ونحن صغار، إلا أن دوره تغيّر تماماً. «الأهرام اليوم» دخلت في ذاك الصباح إلى عم إبراهيم الصديق «سيد اللبن» وسألته عن عالمه فجاءت إجاباته بطعم الحليب: قال إن هذه المهنة ورثتها من والدي وهي تُدِر عليّ رزقاً معتبراً، وأكد أنه تعوّد على هذا العمل رغم أنه يواجه في بعض الأحيان مواقف تظل محفورة في ذاكرته، وأشار إلى أن مهنة (سيد اللبن) مع عصر الانترنت تغيّرت قليلاً فبدلاً من ان يسوِّقه بحماره، «صار يسوِّقه ب(كارو) والحمد الله مستورة معاي. وحين قلنا له أن هناك من يقول إن اللبن «بزيدوه موية» وبعضهم يقول «بزيدوه بنسلين»، قال الحمد الله زبايني بشهدوا بأني لا أستعمل مثل هذه الأشياء لأني أريد أن أكسب الرزق الحلال حتى لا يزول. وقال عم إبراهيم لكن بسمع «زيكم» عن الكلام ده وبستغرب «عشان شنو بعملوا كده»!.. وبرغم أن أكثر سكان الخرطوم يفضّلون لبن الحليب، أوضح أن هناك بعض الناس يرتاحون لتناول لبن البدرة.. وأبان أن (سيد اللبن) سيظل في أداء مهمته تحت كل الظروف ولا يغيب. وأما عباس عثمان «مواطن» فقال أنا من أنصار (سيد اللبن) لأنه يمثِّل لنا تراثنا خاصة في الحارة الشعبية السودانية، وأردف قائلاً رغم قول البعض عن نوع اللبن الحليب الذي يقدمه (سيد اللبن)، إلا أن شغفنا بالحليب لا ينتهي وأنا من زبائن عم إبراهيم و«لبنو» تمام التمام ما حصل «فيهو غِش» ومرتّب معاهو من ما سكنت هذا الحي والحمد الله نظيف لذلك داومت على أن أكون أحد زبائنه. في السياق أكدت ليلى أن عم إبراهيم يقدّم لهم خدمة كبيرة وبتعب «عشان يجيب اللبن» غير المغشوش وفي كل الظروف شتاءً كان أم صيفاً أم خريفاً. وأضافت: نحن من زباينو لأن سمعتو سمحة.