أطلقت السلطات الأمنية بحكومة الجنوب أمس «الاثنين» سراح رئيس لجنة الشباب بالهيئة القومية لدعم الوحدة، المهندس زهير حامد سليمان، بعد اعتقال استمر حوالى (48) ساعة، تعرض خلاله للتعذيب البدني والنفسي والضرب على أيدي استخبارات الحركة الشعبية دون توجيه اي اتهام رسمي له..!! وأكدت مصادر «الأهرام اليوم» أن نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه قد طالب في اتصال هاتفي بنائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار أمس الأول بإطلاق سراح رئيس لجنة الشباب بهيئة دعم الوحدة التي يترأسها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية. «الأهرام اليوم» وعبر الهاتف وفي حوار خاطف من جوبا استجوبت المهندس زهير حامد ووقفت على تداعيات وأسباب اعتقاله بالتفاصيل، فإلى مضابط الحوار: { باشمهندس زهير، ماهي طبيعة زيارتك لجوبا؟ كنت في طريقي الى مدينة بور بولاية جونقلي بتكليف من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بوصفي رئيس لجنة الشباب بالهيئة القومية لدعم الوحدة وكانت أول مهمة لي هي السفر الى بور ولقاء قيادات الأحزاب الجنوبية الوحدوية وتدشين عمل الوحدة بالولاية. { عفواً، متى تحركت من الخرطوم؟ حوالى الثامنة من صباح الجمعة تحركت من مطار الخرطوم وقضيت ليلتي بمدينة جوبا وفي صبيحة يوم السبت وأنا أهم بمغادرة مطار جوبا الى بور تم اعتقالي من قبل استخبارات الحركة الشعبية، وبعد إجراءات تفتيش دقيقة واستجواب أولي استمر لحوالى نصف الساعة تم تحويلي الى أحد معسكرات الجيش الشعبي وهو ما يُعرف بمعسكر القوات الخاصة بالحركة الشعبية. { ماهي التهمة التي وُجهت اليك في مطار جوبا؟ اتهموني بأنني ضابط في استخبارات القوات المسلحة وأنني في مهمة (عسكرية) وليست (سياسية) وجردوني من كل مقتنياتي من أموال ومستندات وحاسوبي الشخصي (lap top) وقاموا بفحصها جميعها. { كم من الوقت استغرق استجوابك؟ استجوبوني لأكثر من ساعتين، بعدها رموا بي في زنزانة منفردة مظلمة في مكان يبعد عدة كيلومترات من معسكر القوات الخاصة بالحركة الشعبية بعد أن خلعوا حذائي. { هل تعرضت للتعذيب أثناء الاستجواب؟ حوالى الثامنة من مساء السبت دخل زنزاتي (3) أشخاص بالزي الملكي وأوسعوني ضرباً بأرجلهم وأيديهم لدرجة أنني أصبحت لا أشعر بما حولي، واستمر الضرب لفترة طويلة. وفي صبيحة اليوم التالي (الأحد) أحالوني الى قسم شرطة الأوسط (جوبا) دون أن يتم فتح بلاغ في مواجهتي وكانت عملية (تسليم وتسلُّم). { مهندس زهير، أثناء استجوابك هل كان استهداف عناصر الجيش الشعبي لك لكونك سياسياً أم شمالياً؟ - كان واضحاً من حديثهم أن العداء للشمالي ولمست ذلك من كل الضباط والجنود. وحقيقةً تشعر بوضوح أن العداء محكم لدرجة أن أحد الضباط قال لي: «عندما ننتهي من الاستفتاء وننال (استقلالنا) سنجتاح الشمال من كوستي الى توتي». وقال لي آخر إنهم لن يتنازلوا عن (أبيي)، التي أشار الى أن المسيرية الموجودين فيها جنوبيون. { فيمَ كان تركيزهم عند استجوابك؟ - كل أسئلتهم وأحاديثهم كانت تدور حول أنني جزء من مليشيات الدفاع الشعبي التي حاربت في الجنوب وأنه آن الأوان (للقصاص)، مع بعض التحرشات والاستفزازات اللفظية. { احكِ لنا تفاصيل إطلاق سراحك؟ في العاشرة من صباح الاثنين قادوني من قسم الشرطة الى وزارة الداخلية دون أن أذوق طعم الزاد أو الماء منذ يوم السبت الماضي. اعتقلوني ليومين دون توجيه أي اتهام؛ فقد أبلغني وزير الداخلية أنه لا يوجد اتهام في مواجهتي وأن عملية اعتقالي تمت بواسطة (عساكر) من الجيش الشعبي قال إنهم غير ملمِّين بالقانون ويجهلون الحريات المكفولة. وقد وقف الوزير على عملية إعادة كافة مقتنياتي التي أُخذت مني. { ما هي ملاحظاتك على تأثير انطلاقة عمليات تسجيل الناخبين للاستفتاء على الشارع في جوبا؟ - حاولت الوقوف على عدد من مراكز التسجيل، والملاحظة الإساسية أن الإقبال على التسجيل بصورة عامة كان ضعيفاً ولا توجد أي مظاهر للحض على التسجيل في جوبا مما ينذر بتكرار سيناريو التزوير الذي طال العملية الانتخابية التي أجريت في أبريل. وسألت البعض عن سبب الاحجام عن التسجيل، فأجاب بعضهم بأنهم لا يثقون في قيام استفتاء حقيقي، والبعض يجهل أمر الاستفتاء نفسه، وهناك قبائل الاستوائية التي ترى بأن قبيلة الدينكا ستسيطر على الجنوب بعد الانفصال، وإزاء ذلك فهم يفضلون الشماليين (الجلابة) على (الدينكا). { ماذا عن بقية الولايات؟ - في ملكال، وبحسب المعلومات، فإن التسجيل كان مقدراً، ويمكن القول إنه (وسط)، وبالنسبة للتسجيل في توريت و(7) مقاطعات في ولاية غرب الاستوائية وجونقلي فإن الوضع أفضل، أما في بور فالتسجيل ضعيف جداً في الأطراف خاصةً المناطق التي يسيطر عليها جورج أطور. { مهندس زهير، كيف ترى حظوظ الوحدة؟ - يمكن القول إن السواد الأعظم من الجنوبيين وحدويون، هذا إذا ما توفرت لهم الحرية بعيداً عن الترهيب وتخويف الحركة الشعبية.