{ رفع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الأسبوع الماضي إستراتيجية إدارته لمحاربة «جيش الرب» الأوغندي إلى الكونغرس تمهيداً لإجازتها.. { «جيش الرب» المتمرد على نظام الرئيس «يوري موسفيني» يسبِّب قلقاً وإزعاجاً مستمراً للحكومة الأوغندية، ولحكومة الجنوب، وبالتالي إرهاقاً للإدارة الأمريكية وتعطيلاً لإستراتيجيتها في منطقة البحيرات العظمى. والغريب أن هذا الجيش لا تسانده دولة عظمى، أو صغرى، كحال الحركات المتمردة في كافة بقاع الدنيا، وبين أيديكم نموذج حركات دارفور المسلحة التي تغدق عليها دول أوروبيّة ومنظمات (صهيو أمريكية) ودول مجاورة للسودان، وترسل لها حقائب مكتنزة ب«اليورو» و«الدولار»، وشحنات من الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي، لو وجد (جيش الرب) عُشرها لاكتسح أوغندا، وأطاح قبلها بحكم (الانفصاليين) المرتزقة في «جوبا»، فتشفى صدور قوم مؤمنين.. { «الحركة الشعبية» كانت تتهم حكومة السودان والقوات المسلحة بدعم «جيش الرب»، ولكن يبدو أنها اتهامات لا تستند إلى حقائق ومعلومات، ولهذا سكتت عن ترديد هذا الاتهام، خاصةً خلال هذا العام الذي يوشك على نهاياته، وذلك بعد أن تراجعت عمليات «جيش الرب»، وانتقل إلى حدود «الكنغو» و«أفريقيا الوسطى»، والمدهش أن تقارير صحفية كشفت قبل أشهر عن اعتداءات للمتمردين الأوغنديين على مناطق في ولاية جنوب دارفور..!! { إذا سلَّمت الحكومة، وتيقنت بأن حلف (أمريكا أوغندا الحركة الشعبية) بمعاونة كينية ضعيفة، قد خطط بل بدأ بالفعل في تنفيذ (الخطة الأمريكية «ب») الهادفة إلى فصل الجنوب، ومن ثم زعزعة دولة الشمال عبر مثلث (دارفور جنوب كردفان النيل الأزرق)؛ فإن الحكمة تقتضي ألاّ تضيع الحكومة وقتها في إرسال التهديدات عبر التصريحات إلى حكومة الجنوب بطرد قادة حركات دارفور من جوبا.. وإلا...!! { إن التصريحات للصحف لن ترهب «الحركة الشعبية» ولن تخيف من وراءها من دول كبرى وصغرى، فهل تنتظر الخرطوم حتى تدخل جحافل (حلف الشيطان) «كوستي».. و«المجلد».. و«نيالا».. وربما «أم درمان» أو «بحري» كما حدث في مايو 2008م. { لابد أن تعمل الحكومة بحكمة (داوِها بالتي كانت هي الداءُ).. أو دعاء (اللهم أشغل أعدائي بأنفسهم). { ولو كانت حكومتنا تعلم أن الوعود الأمريكية ماهي إلا سراب بقيعة، لشكلت لجنة عليا (سريّة) لدعم (جيش الرب).. فليس هناك من (إرهاب) أكبر من الارهاب الأمريكي ومن الذي يفعله نظام «موسفيني» في منطقة شرق ووسط أفريقيا، وليس في الإمكان أسوأ من دعمه للحركة الشعبية ودفعه إياها نحو الانفصال الذي تجري ترتيباته على قدم وساق بإشراف (دسك) في كمبالا..!!