أصبحت حواجب المواطن لا ترتفع من الدهشة.. لأن حواجبه من كثرة (الارتفاع) وصلت منتصف دماغه.. فأضحت ليست حواجب للعيون بل حواجب لمن هو (أباطه والنجم)!! المسألة أصبحت عادية بالنسبة له: أن يرى النجوم في عز الضهر.. و(العز) عند البعض صار (فهلوة) في جمع المال بالباطل. زمان كان الناس يقولون للحرامي (يا باطل).. والآن تحولت الى (يا بطل).. وفرق بين حرامي وحرامي!! وترتفع البنايات عند أولاد المصارين السياسية البيضاء.. ولا أحد يقول (بغم) أو من أين لك هذا؟ وكل شيء لدينا يرتفع إلا الغناء.. فهو (هابط)!! مغنواتية عمر يوم واحد يمتلكون (الفارهات) بهابط الكلمات.. بينما مطربونا الكبار يلوكون حصرم أغانيهم (الفارهة).. وأصبح لا عزاء للتذوق الفني لدينا.. بل علينا أن ننصب سرادق (للعزاء) مترحمين على الزمان الجميل. و(الجلد) نأمل ألا يكون عقوبة (للسُكر) فقط.. بل نطالب ب(الجلد) لمن يمارس غواية الهبوط في الأغنية. وفي صفحة الجريمة والحوادث نطالع الغش باللبن وليس الغش في اللبن، لمن يشترون الوهم.. والشعوذة دخلت حوش اللبن الحليب.. واللبن حليب أم جاف.. طارت أسعاره.. وربما لسان حال الوزير إياه يردد: (إنتو ما بتشبعوا؟). وليه تشربوا لبن أصلاً.. والشاي السادة كتل منو؟ بينما الشاي السادة عاوز سُكّر، و(حبيبي عاوز سكر ومنين أجيبلو سكر) على حد تعبير الفنان محمد منير.. أم يريدنا الوزير إياه أن نشربه (مُراً).. وزيادة (مرارة) لا تؤثر.. خمسة مصانع للسُكر.. وتدن في انتاجيته وارتفاع متواصل في سعره.. والإخشتوا شبعوا موت.. وفي تقرير الزميلة رقية أبو شوك ب«الأهرام اليوم» هناك وصف لتاجر سكر برازيلي بأن السودان (دولة السكر) وما لم يقله التاجر البرازيلي ونقول له خليكم في كورتكم إن السودان (دولة نمل السكر) أيضاً.. نمل آدمي!! والفنان المبدع الكابلي يغني: (سكر.. سكر.. كل الشافو أنكر). والوزير إياه وبقية العقد النضيد من مسؤوليه لا يحبون هذه الأغنية (بالذات). ويطلبون من المواطنين تغيير نمطهم الاستهلاكي. ويعزون الفجوة في السكر لزيادة عدد السكان.. الله أكبر على عيونكم الحارة!! وأصبح الدولار شماعة كل ما هو مرتفع سعره.. يعني مش (جهات نافذة) أو (جهات باب) أو (جهات نفاج)؟! الآن فقط وبعد ربع قرن من الزمان فهمت لماذا يغني أبوعبيدة حسن: (دا الجنني.. خلاني أغني)! { مسطول سمع أن السكر سوف يتم توفيره للجمهور في (عبوات) صغيرة، فتساءل: يعني قدر كبسولة الدوا؟!