كما هو معروف فإن شعيرة الحج تعتبر شعيرة مشقة ومهما اجتهدنا ووفرنا كل سبل الراحة للحجاج فإنهم حتماً سينالون من المشقة نسبة كبيرة وقد شاهدنا ذلك من خلال التلفاز وهو يتحرك يمنة ويسرة مع الحجيج وهم يمشون مسافات كبيرة يحملون أمتعتهم فوق الأكتاف والرؤوس .. يفضلون السير لازدحام الشوارع حتى يكسبوا الوقت ويصلوا إلى مزدلفة في وقت كافٍ ليكون المبيت كما فعل سيد البشرية محمد صلوات الله وسلامه عليه حيث بات بمزدلفة ثم منى حيث رمى الجمرات وحينها تمهل هنالك. فبعثة الحج السودانية اجتهدت كثيراً لإرضاء الحجاج ولكنها لا أظن تستطيع ترضيتهم جميعاً فالمشقة بلا شك ستحدث ستحدث كما أن معظم الأشياء التي تخص الحجاج تكون مرتبة وبأمر الجهات السعوية التي ترتب أمر العودة وفقاً لبرنامجها لتسيير رحلاتها لمعظم الدول الإسلامية التي جاءت لأداء فريضة الحج. إذاً على السلطات السعودية أن توسع من مهابطها ومطاراتها حتى تسهل أمر الحركة وفي أسرع وقت ممكن وقد قرأت في كثير من المواقع الالكترونية وبعد أن تناولت أجهزة الإعلام ببعض الدول الإسلامية تأخير عودة الحجاج .. أن المملكة بدأت في توقيع الاتفاقيات من أجل توسعة المطارات اعتباراً من الآن وذلك حسب خططها لتلافي السلبيات التي تحدث عاماً بعد عام مع ازدياد نسبة الحجاج. وما دام قد درسنا وعرفنا أن الحج هو شعيرة مشقة فندعو من هنا إلى أداء هذه الشعيرة مبكراً وفي عمر الشباب والقوة و«المروة» إذا توفرت الاستطاعة .. إذاً لا نتردد لأن الحج كما قال لي الوالد بحاجة إلى قوة وشباب حتى يستطيع أن يؤدي الشعيرة على أتم صورة .. ففي الماضي كان الحج للكبار فقط بعد أن يتزوج ويبني البيت ويكون له من (العيال) مجموعة وكما قال الأستاذ حسين خوجلي فإن الحج كان آخر المطاف بعد أن يقول الذي ينوي الحج خلاص بعد كده نمشي الحج بعد أن (عرسنا) وعملنا البيت والعربية (وولدنا) الأولاد .. بمعنى الحج في آخر المطاف .. فيا شباب اليوم لا تسمعوا وصية هذا الرجل الذي تزوج أولاً كما قال حسين خوجلي. أيضاً من ضمن الأشياء التي لفتت انتباهي في حج هذا العام هو الحج الفرادي .. كنت أحسب أنه سيتم محاربته بشتى السبل بعد الخطة التي وضعتها الهيئة العامة للحج والعمرة كما أعلنت عن محاربتها للحج الفرادى ولكن تفاجأت بأن العدد الذي حج هذا العام عن طريق (الفرادى) قد بلغ (2.948) حاجا وكان العام الماضي (6.500) حاج .. والفرادى (أناس) يتحصلون على التأشيرة من السفارة السعودية دون المرور بالإجراءات الأخرى الخاصة بالحج وبالتالي هؤلاء يشكلون عبئاً على الحجاج الذين دفعوا (دم قلبهم) من أجل الحج .. يتزاحمون معهم في رمي الجمرات (ويضايقونهم) في السكن وفي البصات التي تقلهم .. وبالطبع فإن تكلفة (الفرادى) أقل بكثير من الحج المعروف فقط (قاموا) بدفع رسوم التأشيرة والتذاكر ليشكلوا عبئاً كما قلت. إذاً من المسئول عن الحج (الفرادى)؟ ولماذا يتم إعطاؤهم التاشيرة؟ ولماذا هذا التهاون؟ .. فالعدد نعم هذا العام قد تقلص من (6.500) الى (2.948) حاجاً إلا انه يعتبر رقما كبيرا يجب أن لا يستهان به .. فهذه تعتبر (أنانية) لكونك تضايق الآخرين في كل شيء وأنت لم تدفع مقابل هذه الخدمة سوى دراهم (معدودة)، فعلى الهيئة العامة للحج والعمرة بالتعاون مع سفارة المملكة بالسودان وضع الضوابط من الآن للحد من هذه الظاهرة التي يمكن أن نسميها بالظاهرة الأنانية وعليها أن تتعرف كذلك على الجهات التي قامت بمنح هؤلاء (2.948) تأشيرة وجعلتهم يتمتعون بالحج بأقل التكاليف وفي زمن وجيز وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الحجاج (الرسميون) في إجراءات السفر للحج منذ رجب من العام (1431ه). فنتمنى أن يتم حسم هذه الظاهرة والتي تكفل والتزم رئيس الجمهورية بحلها نهائياً. أيضاً نتمنى أن يتم الاتفاق مع السلطات السعودية على أمر سائقي البصات التي تقل الحجاج لأن هنالك شكاوى منهم من قبل الحجيج بأنهم من جنسيات غير سودانية ولا يتفاهمون معهم بل البعض منهم يترك البص لحاله ويتحرك بعد ذلك مشياً على الأقدام بحجة أن البص قد تعطل ولكن يبدو أنهم لا يعرفون الطرقات جيداً مما تسبب في كثير من الأذى للحجيج. فمن ضمن الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار أمر الأمراء، فالبعض منهم لا يهتم كثيراً بمن جاء وهو يمثلهم .. فالمهنية يجب أن تتوفر بنسبة (100%) ولا تهاون في ذلك مهما كان الأمر .. فالتهاون والمجاملة قد تقودانا إلى مشاكل وسلبيات تكون في نهاية المطاف محسوبة على أدائنا. وأخيراً نتمنى من الله أن يتقبل منا صالح الأعمال ويوفقنا للمزيد من العمل الصالح.