إجراءات للتقديم للحج بدأت هذا العام مبكراً. وحسناً فعلت الهيئة العامة للحج والعمرة ذلك من أجل تلافي الازدحام والحصول على التأشيرة.. فالتقديم في الماضي كان يتم في نهاية ذو القعدة الأمر الذي يؤدي إلى تكدس القاصدين بيت الله الحرام بمجمع الحج.. فالتكدس هذا يستمر حتى ذو الحجة.. الآن حدثت البكور.. فالبكور أوصانا به سيد البشرية سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم. فالشيء الذي لفت انتباهنا في حج هذا العام إطعام الحجيج فهذه حسنة ستُكتب إن شاء الله في ميزان حسنات الجهات المعنية بأمر الحج في بلادي.. فالحجاج كانت الوجبات تأخذ من وقتهم الكثير فبدلاً من الاستفادة من الفرصة الجميلة حيث اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا ضيوفاً عليه وبالتالي لابد من الاستفادة من كل دقيقة وثانية للتقرب من الله في تلك البقاع الطاهرة.. كانوا يلهثون من أجل إعداد وجبة وقد سمعنا كثيراً بالحرائق التي تحدث هناك نتيجة انفجار أنابيب الغاز التي تستخدم لتجهيز الوجبات.. الآن نقول للحجيج تقربوا إلى الله أكثر. أيضاً من ضمن الأشياء التي وقفت فيها هذا العام أن لا حجاج فرادي.. فحجاج الفرادي هؤلاء كانوا يشكلون إزعاجاً للحاجج السودانيين الذين دفعوا التكلفة الكاملة التي يكون مقابلها تقديم خدمة متميزة.. فالفرادي هؤلاء يتحصلون على التأشيرة من السفارة قبيل الحج ليكونوا عبئاً على البعثة والحجيج فيحدث الازدحام خاصة في منى حيث المبيت (3) أيام متتالية لاتباع السنة المحمدية حيث تمهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في منى. الفرادي هؤلاء يشكلون إزعاجاً حتى للسلطات السعودية فنتمنى أن يعي الجميع أن هذه الظاهرة غير الحميدة باتت تشكل مشكلة كبرى وكما قلت إزعاجاً كما أنها تدخل البعثة في إحراج مع الجهات المسؤولة عن الحج.. فالسودانيون بطبيعة الحال كريمين ويحبون الضيف حتى في منى ولكن في نفس الوقت يعلمون تماماً بأن هؤلاء الفرادي جاءوا على حسابهم خاصة وأنها أيام معدودات يريد كل حاج أن يؤدي المناسك في هذه الأيام المحدودة. مثلما الجهات المعنية بأمر هذا القرار بأن لا حج فرادي بأن تتابع تنفيذ هذه التوجيهات التي تم الاتفاق عيها مع السفارة السعودية والقنصلية ومسؤولي الحج بالسعودية وأن يتم إحرام هذه الفئات من الحج خاصة وأنها تأتي على حساب فئات أخرى ويجب كذلك إبراز هذه القرار وتكثيف الإعلان عليه حتى يعي الجميع بأن لا حج فرادي هذا العام فنحن في السودان لا نحترم قراراتنا وتوجيهاتنا فأنا على يقيم تام بأنه إذا لم يتم تشديد الإجراءات ووضع عقوبات كذلك والإعلان عن هذه الإجراءات والعقوبات فإن هؤلاء سيتحركون ليكونون ضمن الفرادي ولا يهم إذا كان هنالك منع لهم أم لا طالما أن هنالك تساهلاً. كل ما نتمناه ألاّ يكون هنالك تساهل.. فالتساهل هذا يضعنا في إحراج كما أحرجنا مع متخلفي العمرة حتى صُنّف السودان من الدول المصدرة للتخلف.. فمتخلفو العمرة هؤلاء باتوا يشكلون إزعاجاً لنا في السودان وكذلك في السعودية حتى حذرت السعودية السودان من هذا التخلف وأكدت أنها ستحرم السودان من فرصة العمرة إذا لم تتخذ حكومة السودان ممثلة في وزارة الإرشاد والهيئة العامة للحج والعمرة إجراءات للحد من هذه الظاهرة التي تؤدي إلى تشويه صورة السودان خارجياً.. فالمتخلفون هؤلاء يحرمون قاصدي العمرة من الفرصة وكما اتخذت الهيئة العامة للحج والعمرة ضوابط وإجراءات للحد من هذه الظاهرة عليها أن تتابع من الآن إنفاذ توجيهاتها حيال الذين ينوون الحج الفرادي. وأخيراً نتمنى من الله أن نكون ضمن ضيوف الرحمن وأن ينادينا المنادي وأن نتحرك تلبيةً لنداء الله سبحانه وتعالى. أقول هذا وفي خاطري طرفة ذكرها بروفيسور التجاني حاج الأمين وهو يجيب على اتصال أحد المشاهدين في برنامجه آنذاك (وجه النهار) المتصل سأل البروفيسور عن حقيقة المنادي وقال له إن (جدته) هذه الأيام تكرر عليهم بأن المنادي ناداها فكان رد البروفيسور عليه: «عليكم الله حججوا حبوبتكم دي لأنها بصراحة دايرة الحج وكان عندكم قروش حججوها طوالي». قالوا الحجيج قطع قاصد نور البقع قلبي زاد وجع حماني القيد منع نتمنى أن تحل جميع القيود حتى نكون ضيوفاً على الرحمن مهللين ومكبرين وملبِّين.