الشاعر والأديب الناقد الكبير الأستاذ هاشم صديق على حق في موقفه من إدارة التلفزيون؛ حيث لا ذوق ولا إنسانية في التعامل مع المبدعين. وعلى التلفزيون أن يبادر بالإيفاء بالوعود التي قطعها معه في تقديم برنامجه الجديد ومسلسل درامي، وبتوفير كل مستلزمات العمل الإبداعي الناجح التي تليق بآدمية المبدع ولا تنزل بمستواه ولا تاريخه ولا نجوميته. ولذلك من حق الأستاذ هاشم صديق إلغاء العقد الموقع بينه والتلفزيون لعدم التنفيذ ومماطلته لفترة ثلاثة أشهر. فقد أمهل التلفزيون فترة زمنية مدتها أسبوع للشروع في تنفيذ بنود العقد بصورة جدية، إلا أن التلفزيون حدد اجتماعاً لمناقشة الأمر ولم يعقد الاجتماع. وأعلن الأستاذ هاشم صديق اعتذاره نهائياً وبلا رجعة بعد أن أغلق باب التعاون معه. وهذا القرار يعيد تكرار حقبة الخلافات بين الطرفين التي استمرت لسنوات عديدة والتي طويت صفحتها خلال الشهور الماضية بعودة هاشم صديق للظهور مجدداً على شاشة التلفزيون القومي للمرة الأولى خلال برامج العيد الماضي مع الدكتور حمزة عوض الله بعد توقف برنامجه (دراما 90) الذي كان يقدمه بالتلفزيون. ولكن أين نجد ذرة عذر لتلفزيوننا المتهالك وهؤلاء المبدعون يمارسون صمتهم الإجباري؟! على إدارة التلفزيون مراجعة موقفها الذي أدى إلى ابتعاد العديد من المبدعين عن الظهور على شاشة التلفزيون القومي مما قلل من جودة المواد التي يقدمها وبالتالي قلل كثيراً من جماهيرية وشعبية التلفزيون فضعفت مشاهدته. ومن البداهات أن يستعيد التلفزيون جمهوره بمصالحة رهط المبدعين الذين هجروه لسوء المعاملة ونقض المواثيق والعهود.