جميل جداً ان يحتفي التلفزيون ووسائط الإعلام المرئية والمسموعة بعودة الشاعر الاستاذ هاشم صديق ولكن الأجمل ان يتحول هذا الاحتفاء من خانة العلاقات العامة الى برنامج عمل فعلي، فهاشم صديق لم يعد ليحل ضيفاً على البرامج بل عاد لأن دفاتره تمتليء بالمشروعات بداية برغبته في إنتاج عدد من الأعمال الدرامية للتلفزيون ثم عودة برنامجه الشهير «دراما 90» الذي تم حجبه وتشفيره بطريقة ظلامية لا تليق بمؤسسة كالتلفزيون يفترض انه نافذة للوعي والاستنارة، الاحتفاء بهاشم صديق وبعودته ما كان لها ان تتخذ هذا الطابع الاستثنائي لو أن التلفزيون كان يتعامل مع المبدعين في سياق طبيعي باعتباره مكانهم ومسرح إنتاجهم. المؤسف أننا نهدر سنوات رحيق المبدعين في قمة نضجهم على شرفات التسويف والانتظار. المشروع الوطني الثقافي مشروع يسع الجميع من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وهاشم يدرك قبل غيره مسؤولية البناء الوطني للأمة عبر الفن والإبداع فلم يتردد التلفزيون حتى الآن في إفساح المساحات له؟؟