كم زينت الفضاءات ضاربة بأجنحتها ذات الألوان البهيجة التي تبعث البهجة والسرور في النفوس .. منتقلة من غصن إلى غصن ومن دوحة إلى أخرى وألهمت المعاني للفنانين من رسامين وشعراء وغيرهم.. قبل أن يسعى الإنسان إلى امتلاكها وتطويعها.. إنها «طيور الزينة» التي تقتنيها العديد من المنازل، متخذة إياها وسيلة لبث السرور في نفوس قاطني البيت.. وهدية لأنظار الزائرين. «الأهرام اليوم» ناقشت أحد الهواة والمهتمين بتربية طيور الزينة، من الذين يدفعون الغالي والنفيس للحصول عليها وتوفير البيئة المناسبة لها لكي تنعشه بألوانها الخلابة، متنافساً مع من يشاركونه الهواية للحصول على أجملها وأندرها وأغلاها، ليمتعوا أنظارهم بها وهي تغرّد وتتقافز. ولم ننس في طوافنا في هذا العالم الملون أن نجلس إلى أحد الذين اتخذوا من التجارة بالطيور حرفة، وخرجنا بهذه الحصيلة الملونة التي ننثرها لكم في قادم السطور. تحدث بدءاً «عبد الله محمد الحسن»، وهو أحد هواة تربية الطيور، فقال: إن المهتمين بالطيور لا يدخرون مالاً ولا جهداً في الحصول عليها، إشباعاً لحبهم للجمال. وبسؤالنا عن مصادر الطيور قال: تأتي من مصادر عديدة، منها مصر والأردن وسوريا، وهناك طيور مستوردة من أوروبا. وعن أنواع وأشكال الطيور قال «عبد الله»: هي أنواع كثيرة جداً، منها طيور الحب، وبعضها يحمل كل الألوان كالأخضر و«الكُحلي» و«السماوي»، و«الرصاصي»، وهناك نوع «أراكن»، ونوع «بانديو» وهو ذو حجم كبير، و«الرضرام» و«الدرر» و«الروزيلا» والببغاء الناطق (Africangree). وسقنا محدثنا للحديث عن الأسعار فقال: هي مختلفة، ف «الباركدلو» يبلغ سعره ما بين مائتين إلى ألفي جنيه، أما «الدرر» فسعره ثلاثة آلاف جنيه و«الروزيلات» بأربعة آلاف. وعند استفسارنا «عبد الله» عن أسباب التفاوت في الأسعار وما هي المعايير في ذلك؟ قال: جماليات الشكل ومستوى الندرة هي التي تحدد ذلك. ولمزيد من المعلومات عن هذا العالم الملون الجميل سألنا «عبد الله» عن الظروف المواتية والمناسبة والبيئة الصحيحة التي تعيش فيها الطيور، بالإضافة إلى ما يناسبها من غذاء، فقال محدثنا: الطيور عادة تحتاج إلى جو بارد، وتتوالد في فصلي الخريف والشتاء، وتتغذى على: الدُّخن، عباد الشمس، الكبكبي، عيش الريف، البرسيم، الخس، الرجلة، القرع وكذلك الفواكه. وبسؤالنا عن المخاطر التي تتعرض لها الطيور والأمراض الشائعة بينها قال: إنها تُصاب بالنزلات وتساقط الريش نسبة لنقص بعض الفايتمينات. شكرنا «عبد الله» المهتم بتربية الطيور الملونة.. ويممنا باحثين عن من يتخذ من الطيور الملونة حرفة يسترزق منها، بالإضافة إلى استمتاعه - بالطبع - بهذه المهنة الملونة الجميلة، وقابلنا المواطن «السر محمد بابكر» الذي وجدناه يقف جوار أقفاص الطيور ذات الألوان الجذابة، وبدأنا محادثته فأفادنا بأنه مجرد مستمتع ومتفرج فقط، وأشار إلى أن ابنه الطالب الجامعي هو الذي يقوم بتربيتها، وقد تحول به الأمر من الهواية حتى صارت مصدر دخل له تساعده في مصاريف الجامعة، وأضاف: أثناء غيابه فقط أقوم بالإشراف عليها ومقابلة زبائنه. وأشار «السر» إلى أنواع عديدة من الطيور منها ما يُسمى «مبروكة»، «حراكي»، «الباندي» وتبلغ أسعارها ما بين (120 إلى 1000) جنيه سوداني. وبعد.. هي جولة قصيرة بين ذوات الأجنحة الملونة التي ما فتئت تنثر على البشرية سحر اللون البهيج المعجر الخلاب الذي يحكي عظمة الخالق سبحانه وتعالى.