طلاب المدارس الذين سافروا من ولاياتهم إلى «واو» للمشاركة في الدورة المدرسية، عادوا مُثقلين بالأسى إلى الخرطوم، بعد أن جاء إعلان إلغاء الدورة عبر بيان «باقان». «الأهرام اليوم» التقت وفد ولاية النيل الأزرق العائد من «واو» في حفل افتتاح القرية الثقافية بقاعة الصداقة أمسية الأربعاء 15/12، وذكر الأساتذة المُشرفون على الوفد المكوَّن من (135) مشاركاً، وهم طارق عوض ومحمد إدريس وأبوالقاسم إبراهيم، ذكروا أنهم مكثوا في «واو» خمسة أيام فوجئوا بعدها بإعلان الإلغاء من جانب واحد. ويقول طارق: استقبالنا في المطار ما كان كما توقعنا، ومكثنا في الصالة لا ندري أين نذهب حتى حضر إلينا منظمو النشاط الطالبي وذهبوا بنا لمدرسة كوستي الثانوية للبنات، وكان نومنا على الأرض، أما الأهالي فقد استقبلونا بحب وترحاب وأحضر لنا بعضهم الطعام من بيوتهم، وعند تجوالنا في المدينة كانوا يدفعون لنا (حق المواصلات) وكان المواطنون الجنوبيون راقين جداً في التعامل معنا، أما والي بحر الغزال فقد كان مرناً للغاية، وذكر لنا أنه يرحِّب بنا وبقيام الدورة المدرسية بمدينته، إلا إذا صدر قراراً من حكومة الجنوب بعدم قيامها. أما الأستاذة منيرة محمد ريفة، من وفد طلاب غرب دارفور، فتقول: شعرنا منذ وصولنا مطار «واو» أن الاستعدادات للدورة (ما ياها)، وتم تجهيز سكن سريع لنا في معهد مايو، وفوجئنا بعدم حضور أي وفد من ولايات الجنوب، وتوقعنا التأخير وليس الإلغاء، أما الوالي فكان حديثه طيباً معنا، كذلك المواطنون أكدوا لنا أن حضورنا أضاف للمدينة، وكانوا يدعموننا نفسياً، وبكى بعضهم عندما تقررت عودتنا وإلغاء الدورة. أما ولاية كسلا وشهداؤها للدورة المدرسية فقد عاد وفدها من الطريق إلى «واو» بعد وصوله مدينة الأبيض حيث اختار المنظمون لسفر الوفود أن يسافروا عبر البصات السياحية وقدم الوفد (4) من مشرفيه شهداء في طريق القطينة فيما يواصل الجرحى من الطلاب العلاج بمستشفى «شرق النيل». أما وفد دارفور فقد أحضر معه لوحة من الجلد تنضح بحكمة أهل دارفور وقد سطّر الطلاب عليها حكمة آبائهم (نِيّة كمْ مافي.. صلاة قاسي).