{ إن كنت أدين بالفضل والعرفان لأحد بأن يكون عز الكلام متنفسا للكثير من القراء وملتقًى للباحثين عن الصدق والصراحة، إن كنت أدين لأحد بذلك فهو لصحيفة «الأهرام اليوم» التي أحسب أن انضمامي الى منظومة كُتّابها وصحفييها أكسبني نقطة تحول في حياتي الصحفية منحت هذا القلم جرأة على جرأته وانفعالاً على قضايا الشارع وهموم المواطن. ودعوني و«الأهرام اليوم» نحتفل هذا المساء بإكمال عامها الأول ومن يكمل عامه الأول عندنا هو دائماً لم يبلغ سن الفطام وربما أنه يتلمس خطوات المشي الأولى. لكن «الأهرام اليوم» صنعت المعجزة وهي تخطو عامها الأول كاملة الشباب مكتملة النمو تتقدم حتى من سبقوها عمراً وتجربة ووجوداً. { دعوني وبصدق أحكي لكم عن هذا البيت الذي أصبحت فرداً منه ولم أجد والله من ساكنيه إلا الاحترام والتقدير حتى ولكأني أعرفهم منذ أعوام وسنين وليس فقط هي بضعة شهور خلت. وربما أني واحدة من كثيرين يزودون أجهزة الطاقة في دواخلهم بالعاطفة وتزداد طاقتي بدفء المشاعر التي أجدها من أشخاص لا تحمل صفحات الصحيفة أسماءهم لكني أحملهم في إخاء محبةً وتواصلاً جميلاً، بدء من فرد الأمن الذي يجلس في مدخل الباب مروراً بصفاء الباسمة التي هي دائماً مزاري الأول وأنا أدلف الى داخل الصحيفة. أما المكتب الفني فهؤلاء وبالصدق كله شباب يلخصون بأسمائهم وسيمائهم جمال وروعة الشباب السوداني النموذج في التعامل والذوق والاتيكيت. ودعوني بصفة خاصة أحيي المصحح الذي أعتقد أنني ربما أصيبه بالصداع وخطِّي المسرع يقفز حواجز الحروف فأجعل من الخاء حاءً والباء ثاءً. { أما إخوتي الصحفيون والمحررون فإنني أحمل لهم محبة لا توصف وهم يحتوون هذا الزاوية بالإشادة والإعجاب. لكنني أخشى ذكر أسمائهم فرداً فرداً فيسهو على اسم أحدهم فأقع في اللوم والعتاب. وإن كنت فقط ومن باب الوفاء أشكر الأستاذ محمد عبد الله يعقوب الذي ما قابلني إلا وأشاد بما أكتب فيمنحني حافزاً ودعماً نفسياً من شخص هو مبدع ومتألق في مجاله. وآخر لابد لي أن أقول في حقه أنني سعيدة بالعمل معه، ليس لأنني وبصدق أشعر أنه أخي لأنه لا يتعامل بغطرسة المنصب ولا يتعالى بعلو الكرسي الذي يجلس عليه، فهو دائماً على استعداد لأن يسمع ما لدى محدثه من حديث بقلب مفتوح وآذان مرهفة واحترام متناهٍ، والأهم أنه رجل جريء في كتاباته ومواقفه، لذلك أجد نفسي مطلقة السراح فيما أكتب دون حجر ودون رقابة متسلطة ودون تداخل لمصالح. نعم من أعنيه هو أخي الهندي عزالدين له التحية والتهنئة بأن تكون «الأهرام اليوم» هي مصدر الخبر الصادق ومحل ثقة القارئ الكريم. في كل الأحوال أنتم ونحن مدعوون للاحتفاء بالاحتفال بعيد الأهرام الأول وسعادتي لا تحدها حدود أنني جزء ولو ضئيل جداً من هذا الإنجاز. ومؤكد غداً سأحكي عن تفاصيل الحفل لأنني أتوقع أن يكون بعظمة المناسبة وجمال المحتفلين. كلمة عزيزة ولأن «الأهرام اليوم» هي هرم الاسم والمحتوى اختارت أن يكون احتفالها في عامها الأول في حضرة ثلاثة من أهرامات الفن الجميل، الثلاثي بنات طلسم اللائي أرجو أن «يفكِّن» هذا المساء الحظر عن ألحان بشير عباس بعد جلوسهن معه بمبادرة من الوزير السموأل خلف الله. كلمة أعز قلت للأستاذ منيرة عبد الماجد الإذاعية المعروفة ونحن نستمع للفنان زكي عبد الكريم في حفل زواج ابنة الأستاذ ميرغني البكري: إن أغنيات زكي سبقت زمانها بكثير وهي صالحة لكل زمان ولكل جيل.