{ ايام معدودة ويودعنا العام الميلادي 2010 والذي شهد المزيد من الهفوات والهزائم والانكسارات الرياضية بالنسبة للفرق السودانية خاصة في كرة القدم.. ولم نجد، كسودانيين، نافذة للامل نطل من عليها الاّ في ألعاب القوى والانجازات التي حققها كاكي واسماعيل في اللقاءات الدولية.. { ورغم التراجع والتواضع والهزائم الاّ ان الاعلام عندنا يُصرّ على افراد المزيد من المساحات لكرة القدم، ويحشد الصفحات متناولاً ذات الاخطاء فارشاً لها السكة لتعود الينا بذات تفاصيلها القاتمة في العام المقبل والذي نستطيع ان نؤكد منذ الان ان فرقنا لن تخرج فيه عن دائرة السقوط المعتاد..!! { مضى عام.. وسيأتي العام الجديد وفرقنا تمارس ذات السياسة العقيمة في تصريف امورها بمعزل عن التخطيط والعمل المنهجي المدروس.. وهي في ذلك، اي الادارة، تجد الاعلام الرياضي بكلياته يسبقها فارشاً لها سكة الوقوع في نفس الاخطاء بالورود والرياحين ومُشجعاً على المزيد من التراجع والانهيار.. { تغيب الرؤية الادارية الثاقبة فنجد الاعلام كل الاعلام - كبيرهم وصغيرهم - يشجعون على ارتكاب المزيد من الاخطاء الساذجة ويمارسون التعصب ولا شيء سواه ولا يهمهم ما اذا كانت سياستهم تلك تسهم في تعميق الجرح لأن همهم الاكبر والاساسي علاقته مباشرة بالمصالح الذاتية والمكاسب الدنيوية الزائلة..!! { نتابع اجهزة الاعلام في الدول التي هي من حولنا تقوم بدورها الرسالي على أكمل وجه وتمارس النقد الحقيقي البعيد عن الاغراض والاهداف والبعيد كل البعد عن النظرة التعصبية الضيقة على الاقل لأن ممارسة النقد انما هي من صميم عمل الاعلامي ومن ابرز صفاته بعيداً عن المكاواة والشوفينية المقيتة المظلمة..!! { حتى الجوانب المتعلقة بالاحصاء والرصد نجد اعلامنا الرياضي انصرف عنها بالكامل ولعل تلك الاستفتاءات التي قامت بها العديد من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والمتعلقة باختيار أفضل اللاعبين في العام الميلادي الذي قارب على الانتهاء وابتعاد اجهزتنا الاعلامية الرياضية دليل علمي على حجم الغيبوبة التي تعيشها صحافتنا الرياضية..!! { انصرفت صحفنا الرياضية عن تلك الاجراءات المهمة والتي من المفترض ان تكون من ابرز الاعمال في كل عام داخل كل الصحف الرياضية على الاقل ولو من باب الاختصاص والتفرد.. لكن كيف لصحفنا الرياضية ان تقوم بمثل تلك الخطوات وهي مشغولة بنشر الوعود حول مستقبل هذا الفريق او ذاك في الموسم التنافسي الجديد..؟!! { كيف تجد مثل تلك الخطوات المنهجية طريقها الى صحفنا الرياضية المشغولة اصلاً بتاصيل الشقاق ونشر التعصب والقاء المزيد من زيت النظرة الأحادية على نار عمى الالوان الذي أصاب السواد الاعظم من مشجعي كرة القدم في بلادي..؟!! { يتغنى البعض للاداريين ويطبل البعض الاخر للاعبين.. والسواد الاعظم يدور في حلقة مفرغة اسمها السعي للفوز ببطولة خارجية هي في الاصل سراب يحاول الاعلام في كل عام اقناع المتابعين بانه ماء.. وعلى الرغم من ان النتيجة تظهر على عكس ما يبشر الاعلام الاّ ان الناس مصابون بداء النسيان..!! { عشرات السنين وصحافتنا تبشر في كل عام بأن تسجيلات الهلال والمريخ جاءت نموذجية وان البطولة الافريقية في هذا العام، كل عام، لن تفلت من الاحمر والازرق.. وما ان يخرجا معاً حتى ينتبهان للسباق المحلي ويتغنى الاعلام الاحمر ببطولته الوحيدة الخارجية التي لم يعاصرها معظم ابناء هذا الجيل..!! { انها الغيبوبة.. لا بل هي شيء آخر أشد عمقاً من الغيبوبة.. وتهدر الملايين من الدولارات ويأتي العشرات من الاجانب ويذهب مثلهم وكرتنا لا تبارح دائرة التراجع والهزائم الثقيلة..!! { عفواً فقد بدأ مسلسل الحضري.. وشرع الرجل في سرد المزيد من تفاصيل لعبته التي لعبها على المريخ.. وكما قلنا بالامس لسه.. وياما في الجراب يا حاوي..!!