يرحل عام.. ويجيء عام جديد.. ويرحل عام بكل أفراحه وأحزانه وتمر من أعمار الناس سنين تلو سنين.. ونحن نركض ونلهث ولا ندري عن ساعة توقف تحط بنا في عالم الأبدية الدائم. يرحل عام.. ودعنا فيه أحباباً طواهم الزمن.. وبقت سيرهم ذكرى على ألسنة الناس.. تحمد فعالهم. ويرحل عام.. دون أن نتذكر فيه العِبر والعظة.. ودون أن نتقارب بالسؤال ونتعانق بالتعاضد.. يرحل عام تموت فيه الكلمة الطيبة في لحظات الغضب وفيه يعلو الصراخ على صوت العقل. يرحل عام.. يزرع فيه الأشرار ضغائن الحقد بدلاً عن الصفاء الذي ينبت في قلوب الأخيار فتشرق وجوههم بالمحبة والنقاء. يرحل عام.. يطوي بين ثنايا القلوب التي تباعدت بالكراهية وتنافرت بالصدود. ويجيء عام.. جديد صفحاته بيضاء.. ولا أدري هل تشرق ضياءً وفرحاً وصفاءً أم يمسِّها ضُرٌ فيطويها..؟! ونستقبل العام الجديد برائعة الشاعر مختار دفع الله: العام مضى أيامو راحت وانقضى لا عشت في ليلو البراح لا ضقت يوم طعم الرضا وأنا لسه تايه يا جميل زي ضو نجميات في الفضا العام مضى العام مضى ودَّع سريع وأنا لسه يا زولي الوديع لا رشَّ في أرضي الخريف لا طلَّ واحاتي الربيع لكني متفائل معاك آمالي لا يمكن تضيع العام مضى العام مضى وروّح هوا وأنا يا جميل مفتون هوى اضناني في دربك سفر عذبني في ريدك نوى وأشواقي لي طيفك تحن نتلاقى في الأحلام سوا