{ مَن منا لم يُصب بالصداع يوماً؟ إنه من أشد أنواع الإزعاج التي يُعاني منها البشر.. وهذا الشعور البغيض قد يمر مرور الكرام على رأس صاحبه، أو قد يلازمه فيُصبح كظله، وهنا يقضُّ مضجعه ويحرمه من النوم، ويوتر أعصابه فتسهل إثارته مما يجعله عُرضة للإصابة بأمراض أخرى تزيد من آلامه وهمومه. {أنواع الصداع: قد تكون نوبة الصداع ظاهرة لمرض عابر في الجسم، أو لتوتر نفسي، أو لتعب ناتج من هموم الحياة، لكنه في الوقت نفسه وفي حالات قليلة ولحسن الحظ يكون مقدمة لأمراض مستقرة في الجمجمة؛ لاحتوائها على عدة أعضاء كالمخ، والعينين، والأذنين، وعضلات الوجه، والجيوب الأنفية، والشرايين والغدد.. وغيرها. للصداع أنواع وأشكال كثيرة.. فقد يكون الصداع متقطعاً وقد يكون مستمراً، وقد يُصاب به الإنسان على فترات متباعدة، وأحياناً مُتقاربة، وقد تُرافقه أعراض كثيرة مثل: الغثيان والقيء، أو قد لا تُرافقه أعراض.. وقد يكون جزئياً أو كلياً، فهو إذا تركز بالجبهة يُعرف بالصداع الصدغي، وإذا تركز بمؤخرة الرأس يُطلق عليه صداع المؤخرة.. وقد يشتدُّ عند قمة الرأس ويقتصر على أحد شقيها، ويُعرف بالشقيقة، وهناك النصفي الذي تتركز آلامه في النصف الأيمن أو الأيسر من الرأس. { الضغط والصداع: قلنا إن الصداع ليس مرضاً، ولكنه عرض من أعراض عدة أمراض أشهرها (ارتفاع ضغط الدم)، فارتفاع ضغط الدم الشديد يقود إلى شكوى من آلام تطوق الرأس، وتكون شديدة صباحاً لكنها تخف مع مرور ساعات النهار. وعلاج هذه الحالة يتم بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والعودة به إلى مستواه الطبيعي.. إما بالغذاء المتوازن للفرد، أو بالدواء المناسب له، أو بالاثنين معاً، ويجب أن يكون كل هذا تحت استشارة طبيب مختص. والصداع الذي تكون أسبابه ارتفاع ضغط الدم يُمثل 40% فقط من الإصابة بالصداع، ويعني ذلك أن هناك فرقاً بين أسباب الصداع ومسبباته، ويمكننا القول إن الصداع يُعد عاملاً أساسياً في تشخيص بعض الأمراض. { الصداع والأغذية: صداع الأغذية هو واحد من أنواع الصداع وأشكاله المعروفة.. فبعض الأغذية تُسبب لدى فئة من الأشخاص الصداع الحاد، ومن بين هذه الأغذية (الجبنة، والشيكولاتة، ولحم الطيور، وبعض أنواع الأسماك)، والسبب في ذلك يعود إلى احتواء هذه الأطعمة على مادة (الثيرامين)، ويكون العلاج بالابتعاد عن الأطعمة المشبوهة التي تحتوي على هذه المادة المنبهة للأوعية الدموية، وإذا صادف وتناول الإنسان هذه الأطعمة التي تُسبب الصداع فيجب عليه أن يتناولها بكميات قليلة، وإذا حدث صداع بعدها فعليه أن يتوقف عنها نهائياً. ونواصل..