بات في حكم المؤكد انفصال جنوب السودان تمهيداً لإعلانه دولة مستقلة عقب انتهاء المرحلة الانتقالية لاتفاقية نيفاشا بحلول التاسع من يوليو المقبل بعد إسدال الستار على مرحلة الاقتراع في استفتاء تقرير مصير الجنوب قبيل مغيب شمس يوم أمس (السبت) بنسبة إقبال فاقت (83%) وبما يعادل (3) ملايين و(135) ألفاً من المقترعين. وفي الأثناء رجحت توقعات القيادات السياسية في الحزبين الحاكمين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) أن تتغلب كفة الانفصال في ميزان الخيارين - كما أيد ذلك الاتجاه المراقبون الدوليون. وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر «إن معظم الناخبين بدا أنهم يفضلون الانفصال وأن الأصوات بالإجماع تسير عملياً لصالح هذا الخيار» وأضاف: «عدد قليل فقط من الأصوات ذهب إلى خيار الوحدة». وعلى ذات النحو سارت توقعات رئيس مفوضية الاستفتاء بروفيسور محمد إبراهيم خليل غير أنه تحاشى المباشرة قائلاً: «لو كنت سياسياً لكنت عملت بشكل أفضل من أجل الوحدة، لن تحصلوا على شيء من الحياة إذا اعتمدتم على الأمل فقط بل يجب أن تعتمدوا على العمل أيضاً». وفي ذات السياق قال خليل في مؤتمر صحفي عقده بجوبا أمس إن نسبة الاقتراع بلغت (83%) وأن النسبة بولايات الشمال (53%) بما يعادل (62) ألف مقترع، بينما كانت في دول المهجر (91%) بما يعادل (55) ألفاً، واعتبر مرحلة الاقتراع ممتازة بالمعايير الدولية، وامتدح خليل سير العملية وزاد: «رافقت الكثير من الانتخابات في هذا البلد وأستطيع أن أقول إن هذا الاقتراع كان الأكثر سلماً وتنظيماً وهدوءاً». وأكد خليل بداية عمليات العد والفرز عقب انتهاء الاقتراع مباشرة لإعلان النتائج في الثلاثين من يناير الجاري. من جانبه قلل كارتر من أهمية تهديدات بخروج احتجاجات حاشدة في الشمال بعد الاستفتاء، وأضاف: «أتمنى أن تجري أحزاب المعارضة في الشمال مشاورات مع الحكومة وأن تعد لتعديلات في الدستور». ورصدت وكالة فرانس برس ضعف الإقبال في اليوم الأخير للاقتراع حيث سجل مركز ضريح زعيم الحركة الراحل جون قرنق (10) مقترعين ما بين الثامنة إلى التاسعة من صبيحة يوم أمس. وفي الوقت الذي غابت فيه المظاهر الاحتفالية بعاصمة الجنوبجوبا انتظمت مدينة الناصر بولاية أعالي النيل مظاهر احتفالية في ميادين المنطقة حيث انتشر الآلاف من السكان وهم يرددون عبارات مؤيدة للاستقلال بمشاركة الفرق الشعبية التي تغنت على أنغام الطبول. وسجلت مراكز مقاطعة الناصر نسبة (100%) ب(46) مركزاً من جملة (48) مركزاً. يشار إلى أن الناصر كانت قاعدة للقيادات المنشقة عن الحركة الشعبية التي عرفت بمجموعة الناصر وكانت تنادي بتقرير المصير في العام 1991م بقيادة الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب الحالي والدكتور لام أكول رئيس حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي.