طالب خبراء في القطاع المائي والزراعي وزيري الري والزراعة بتقديم استقالتيهما أو إقالتهما بسبب المشاكل التي تحاصر القطاع الزراعي، واتهموا الوزيرين بالتقصير في أداء واجباتهم تجاه القطاع الزراعي. واعتبر الخبراء استمرار الوزيرين في منصبيهما خطراً على الوضع الغذائي. وحذّر قطاع من المزارعين بالمشاريع المروية من المصاعب التي تواجه الزراعة في ما يتعلق بالمدخلات وانسداد القنوات بالحشائش. وقال خبراء زراعيون فضلوا حجب أسمائهم إنّ موقف الوزارتين والحكومة لم يرتقِ إلى مستوى هذه القضية، ودعوا الحكومة إلى محاسبة المتسببين في تكبد المزارعين الخسائر. وتحدث مزارعون ل «الأهرام اليوم» أمس عن مخاطر زراعية بالمشاريع القومية (الجزيرة، حلفا، الرهد، السوكي) وتأخر عمليات الري وانتشار الحشائش في مقاطع ضفتي القنوات مما دفع بعضهم إلى الاعتقاد بأنّ الحكومة غير راغبة في تحقيق الاكتفاء الذاتي. في الأثناء أكد رئيس اتحاد مزارعي مشروع حلفا الزراعي؛ عوض الكريم بابكر، رفضهم القاطع لرؤية وزير الزراعة حول تصفية المشروع وتبعيته إلى شركة كنانة. وقال ل(الأهرام اليوم) إذ كان للمتعافي بدائل لتصفية وخصخصة المشروع مرحباً بها، مشيراً إلى الإخفاقات التي لازمت الشركة في مشروعي الرهد والسوكي. وانتقد العضو البرلماني عن هيئة نواب النيل الأبيض وعضو الاتحاد العام لمزارعي السودان؛ عبد الرحمن هبويا، سياسات وزارة الزراعة ونعتها بالفاشلة، وقال إن الوزارة تجبر مزارعي النيل الأبيض على زراعة عباد الشمس عبر شركات تمول من أموال الدولة من خلال النهضة الزراعية مما أدى إلى تقليص مساحات القمح من (40) ألف فدان إلى (6) الآف. في السياق، دعا عضو سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل؛ أحمد النور بحر، الحكومة إلى اتخاذ خطوات فورية لإنقاذ القطاعين الزراعي والمائي، وطالب بإقالة وزيري الزراعة والري لما وصفه بفشلهما في معالجة القضايا الزراعية التي تعوق العملية الإنتاجية، وقال إنّ بقاء الوزيرين سيؤدي إلى أزمة، وأضاف بحر أنّ الوضع الزراعي يمرّ بمراحل حرجة تقود البلاد إلى كارثة غذائية إذا لم تتدارك الحكومة الموقف الزراعي، وزاد: «يجب إقالة الوزيرين على خلفية إخفاقهما في إدارة القطاع الزراعي»، واستند على ذلك باعتراف وزير الزراعة بالفجوة الغذائية، وحذّر من فشل الموسم الشتوي ونبّه إلى أن تعرض القمح لأية هزة سيعرض المزارعين إلى خسائر كبيرة قد تؤدي إلى مشاكل مالية بالبنوك الممولة.