} من العبارات المؤثرة التي سكنت أذنيّ وقلبي مؤخراً، وأنا أتابع الثورة التونسية، عبارة أطلقها رجل طاعن في السن في معرض حديثه عن انتفاضة شعبه في تونس، وهو أحد قيادات حركة النهضة، قال وهو يمسح على شعر رأسه الأشيب: «لقد هرمنا لأجل هذه اللحظة»، قالها بصوت وتعابير كست وجهه كأنها قطعت بي كل تلك الفترة من الزمان بقسوته وأحداثه المروّعة التي عاشها الرجل الهرم. } في شهر مارس القادم يفتتح السيد الرئيس جسر الدويم، لتنتهي فترة من المعاناة والعذاب والانتظار الطويل، حتى تعبر النيل إلى ضفته الأخرى، وهذا لعمري إنجاز كبير يحسب لهذه الحكومة التي أفلحت من قبل في ربط النيل الأبيض بالشبكة القومية، ونهضت بالاتصالات والخدمات نوعاً ما، وبالذات في جانب الصحة والتعليم، وهذا ما ننتظر المزيد من الجهد فيه. نأمل أن تسعى حكومة ولاية النيل الأبيض وفي إطار تكملة مداخل ومخارج الجسر، إلى أن يضع السيد الرئيس حجر الأساس لطريق شبشة الدويم، وطريق أم جر الدويم، وأن تعمل حكومة الولاية على إنجاز هذين الطريقين، لا سيما أن طريق شبشة الدويم قد تم إنشاء ردمياته وجسوره منذ العام 1978م، فبقليل من الجهد يمكن أن يتصل بجسر الدويم ويطوي حقبة من المعاناة وصعود الأرواح إلى بارئها عند أوحال هذا الطريق اللئيم في ليالي الخريف، وكم من امرأة حبلى خطفها الموت قبل أن تفرح بمولودها الجديد. } حينما يتفق الناس جميعاً على منحك فرصة المرور في أوقات الزحام، من الأفضل، سيدي السائق، المتوّج بسارينا تصك الآذان، ألا تطلق صراخها والطريق أمامك ممهدة وخالية إلا من بعض السيارات وعدد من الراجلين، والأمر ذاته نرسله إلى قوات الشرطة وهي تكثر من هذا الصراخ المخيف الذي أدمنته، ولم تعد تحيا بدونه حتى لو كانت سياراتهم متوقفة، السارينا أيها السادة ويا رجال الإسعاف، في الغرب لا يستخدمونها إلا عند الضرورة القصوى، ولكنا هنا نراكم تستخدمونها حتى عند السرعة القصوى. } أحداث مصر وقبلها أحداث تونس شغلت العالم عن استفتاء جنوب السودان، وشغلته عن انفصاله، وشغلتنا نحن أبناء الشمال في نسخته ودولته الجديدة عن الثورة البرتقالية لبناء دولتنا الجديدة القديمة، وقد سمعت السيد الرئيس بأذنيّ مرة يكشف عن رغبته في تفجير ثورة تنهض بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، يعيد فيها ترتيب الأمور بما يخدم توجهاته الجديدة، من ترشيد في الصرف، وضبط حركة الاقتصاد، وشركات الدولة العامة، والقفز بالإنتاج إلى أرقام تكفي البلاد مؤونتها من كل السلع، وقد أنجز وعده في الأسمنت والنفط سابقاً ولاحقاً، وأراه يقترب من سلعة السكر كفايةً وتصديراً، وهكذا تتصل حلقات البناء، وهي الثورة التي ينتظرها الشعب لا الثورة التي ينتظرها أبو عيسى ومبارك الفاضل وعرمان. } غداً بإذن الله تعالى تنطلق الأفراح إيذاناً بزواج الإعلامي والصحفي الأستاذ خالد الطيب إبراهيم سكاك بشبشة بالنيل الأبيض، وبإذن الله سنكون عنده نفرح معه ونبارك لأسرته الكريمة، وهي من أعرق الأسر ببحر أبيض، ألف مبروك أخ خالد وإن شاء الله بيت مال وعيال وزواج مبارك.