الموهبة (GIFTEDNES) في اللغة هي اسم من وهب وجمعها مواهب وهي استعداد فطري وهبه الله للإنسان ومن الناحية الاصطلاحية يقصد بها المواهب الفنية أو استعدادات الفرد للنبوغ في المجالات الأكاديمية والفنية كالموسيقى والشعر أو الرسم أو التمثيل، ...إلخ. أقيمت العديد من المؤتمرات كالمؤتمر القومي للنبوغ وغيره من الورش فحظيت بمشاركة عدد منها آخرها الورشة التي أقيمت في وزارة التربية والتعليم الخاصة برعاية الموهوبين التي شارك فيها النشاط الطلابي ومركزرعاية الإبداع التربوي وعدد من الخبراء من جمهورية مصر العربية، كنا قد قدمنا فيها مساهماتنا في رعاية الأطفال الموهوبين في السودان وقد شارك الدكتور عمر هارون فقدم صورة حية لمقارنة بين مقدرات الذكاء عند الطفل السوداني والطفل الياباني، توصلنا فيه إلى عدة توصيات وتعريف للموهبة وهي التي تشمل جميع النبوغ :الأكاديمي وغير الأكاديمي ويقصد بها التفوق العقلي في التحصيل الدراسي والتفوق في الفنون المختلفة. وقد أشارت دراسة المجلس القومي للتعليم إلى أن الموهبة هي استعداد خاص للنبوغ في الأدب والموسيقى والفنون الجميلة والمسرح والمهارات البدنية والرياضيات واللغات والعلوم وأن الأطفال الموهوبين هم الذين يمتلكون قدرات يمكن أن تظهر واضحة في استعدادهم العقلي والأكاديمي. إن السنوات الأولى من عمر الطفل يكون فيها المخ البشري أكثر سرعة منه في أي وقت؛ حيث أوضحت الدراسات أنه خلال السنوات الأولى يكوّن مخ الطفل بلايين الروابط وهو ما يحكم الوصلات شبه السلكية للتعلم طوال الحياة، فهذه الروابط تنشئ أنماطاً للعلاقات والحواس والأنشطة العاطفية والاجتماعية والبدنية. الصورة النادرة تجمع بين الأخوين رحيق ورامز وصديقتهما مصرية الجنسية في أداء تمثيلي لشخصيات طبيبة وطبيب ومريضة، والصورة توضح ميول الطفل الموهوب في مرحلة رياض الأطفال. لقد أكدت الدراسات أن أهم الخصائص التي يتميز بها الأطفال في هذه المرحلة كموهوبين هي التفوق عند ممارسة الأنشطة والتفوق في اللعب التخيلي واستخدام قدراتهم وميولهم بطرق مختلفة. الدكتورة رحيق حالياً كانت في طفولتها تمتلك خصائص الأطفال الموهوبين عقلياً التي ترتبط بالتعلم والقدرة على تعلم المهارات الأساسية وتعلم القراءة مبكراً وبالجوانب الإبداعية والتفوق الدراسي «الأولى في كل المراحل» ومازالت تحتفظ بشهاداتها من الأساس لقد تميزت، ومازالت، بالاتِّساع والتركيز والذكاء العام ولديها قدرة في مجالات الفنون المختلفة كالكتابة والاستعراض والرسم والموسيقى وتتميز بالذكاء العالي والنضج المبكر. يقول سيرمان إن الموهبة بُعد عقلي وأن الموهوبين هم الذين يظهرون دليلاً مؤكداً على تحسين قدراتهم بالنسبة إلى أقرانهم في الأكاديمية العامة أو في مجالات أكثر في الفنون. إن إمكانية الأداء العالي تظهر بوضوح في القدرة العقلية للاستعداد الأكاديمي والتفكير المبدع وقدرة القيادة والفنون المرئية والأدائية وقدرة النفس الحركية التي تظهر قدرة أفضل في التعبير عن ميولها في مرحلة عمرية مبكرة. تتميز رحيق بشخصية قوية منذ الطفولة وتجاهد من أجل التوحُّد مع عواطفها، فكثيراً ما تؤدي دور الطبيبة وفي الصورة نجدها قد اختارت الحقنة في أداء يتَّسم بالتقاء واسع ودقيق وبأهداف مباشرة وموجهة بكفاءة في الاستجابة للمهام وواقعية فعلية لاستخدام معدات العلاج وخاصةً الحقنة وعلاقتها بشريان الحياة، ويتَّسم سلوكها بالتعلم والاستكشاف والمثابرة والتركيز وقوة الملاحظة والإحساس بالمتعة عند القيام بهذه الأنشطة العقلية وذلك عن طريق الأداء التمثيلي وتقمص الشخصية. { الموسيقار رامز والعبقرية تشير دراسة المجلس القومي للتعليم بأن العبقرية يقصد بها القدرة العقلية التي تصل بالإنسان إلى تقديم ما لا يقدمه غيره في مجالات العلم أو الفن وهنالك تعريف يقول بأن العبقرية هي وصول الفرد إلى مركز مرموق في مجال سياسي أو علمي أو فني أو في مجال القضاء. صنفوا معي رامز الموسيقار الموهوب الذي يجيد العزف بتقنية عالية على عدة آلات كالبيانو والأورغن والجيتار والعود والكمان والإيقاع وعدة آلات نفخ وقد ركز على آلة الأكورديون لسهولة التنقل. وما يثير الاندهاش بالرغم من صغر سنه وقلة خبرته قد طفت موهبته على السطح يجلس بجانب أساتذته من المبدعين الرواد مشاركاً إياهم في العزف، كما أنه قد أقنع الموسيقار المبدع محمد وردي أن يضمه إلى فرقته المتميزة بقيادة ابنه المبدع عبد الوهاب، كذلك شارك عدداً من الشباب الذين أثاروا الدهشة كمبدعين كعصام محمد نور وحسين الصادق وفرفور ومحمود عبد العزيز. هو من شارك بالتمثيل في الصورة وقد اختار جهاز السماعة، وفي تحليلي لعلاقتها بأجهزة الاستماع الموسيقى وهي وسيلة لسماع دقات القلب وإيقاعاتها المنتظمة وجميع الأصوات العضوية الكامنة التي تصدر نتيجة لدورانها، ويستخدم حركة الأيادي التي توضح ميوله المستقبلية في عزف الآلات. لقد توصلت الدراسات بأنه قد يوجد الذكاء العالي أو الإبداع أو التفوق في التحصيل ولا توجد الموهبة؛ حيث أن الموهبة سلوك إرادي ناتج عن تفاعل المعطيات الفطرية والبيئية ونبوغ الفرد في مجال من المجالات محصلة عوامل كثيرة متداخلة أهمها العوامل الوراثية والعوامل البيئية وبعض سمات الشخصية كالثقة بالنفس وحب الاستطلاع وهذا بما يتميز به رامز. ويرى البعض أن المتفوقين أولئك الأطفال الذين يتميزون بمستوى مرتفع في مجالات مختلفة وليس بالضرورة أن يتميزوا بذكاء مرتفع عام أو تحصيلي، هذا ما جعل كثيراً من خريجي الجامعات المتخصصة في مجالات الفنون لا نجد لهم أثراً غير شهاداتهم. فالموهبة والنبوغ لهما علاقة كبيرة بالحرية والديمقراطية. إن في الفيزياء قانوناً يعرف باسم هدر الطاقة، خلاصته أن أي شيء يترك لذاته يتآكل ويتحلل تدريجياً حتى يصل الى عناصره الأولى، ويعرف القاموس اللغوي هدر الطاقة بأنه التدهور المتسارع في أي نظام أو مجتمع وهذا قانون ينطبق على مظاهر الحياة كلها، فلو أُهمل الجسد فسوف يتآكل ويتدهور وكل شيء لا يناله التشغيل والصيانة الواعية فسوف يتآكل، والقاعدة تقول في ذلك كله استعمله أو اخسره. فإذا تُرك الطفل الموهوب بلا رعاية قد تندثر الموهبة فتموت لذا يجب ألاَّ تركز الأسر على الجانب التحصيلي المعرفي فقط بل يجب أن تهتم بالجوانب الوجدانية والمهارات المختلفة. أحيي مجهودات دكتور عمر هارون بإشرافه على الموهوبين ومشاركتهم في ال«يوسي ماس» بماليزيا ونيلهم عدداً من الجوائز والكؤوس، فالموهبة تنمو بالتحدي والممارسة وتحتاج إلى مواقف تختبر فيها وتثبت وجودها في المناخ التربوي والتعليمي بما يسمح بحرية الرأي والتعبير. إن الإمكانات الكامنة يمكن أن تنمو بقدر ما يتاح لها من استثارة وتنشيط في بيئة إثرائية وتنشيط الطاقات لدى النشء لتقديم إنجازات حقيقية ذات تأثير فعلي في الجوانب الإبداعية كمواهب جماعية أو مواهب قومية كرصيد ننافس به دولياً. إن مسؤولية رعاية الموهوبين مسؤولية مجتمعية يجب أن تشارك فيها كل المؤسسات المعنية بما فيها الأسرة والمؤسسة التعليمية والإعلام والثقافة والجمعيات غير الحكومية والقطاع الخاص والنوادي الرياضية ودور الثقافة، هذا التكامل هو الذي يحقق الرعاية المطلوبة وأن نهتم بالموهبة كثروة بشرية موجودة داخل كل إنسان وهذا يؤكد المفهوم الديمقراطي للموهبة وللموهوبين الذين يمثلون القناديل التي تضيء طريق التقدم والرقي. لنا لقاء،،