بعد أن صوت أبناء الجنوب لخيار الانفصال طوعاً واختياراً وتم ذلك في جو ديمقراطي حضاري بهر العالم وحير كل المتابعين والمحللين السياسيين في أرجاء المعمورة، أصبحت الفترة الانتقالية لتحول جنوب السودان لدولة مستقلة فترة حرجة ومهمة في تاريخ السودان الحديث. واكتمال صورة الانتقال تتطلب الحكمة والحيطة والحذر لأن هنالك كثيرا من الأمور لازالت عالقة ولابد أن يصل فيها الأشقاء جنوبيين وشماليين إلي حلول عادلة وحاسمة تحفظ للطرفين حقوقهما وتطلعات مواطنيهما وأن يحسم ذلك في إطار الاتفاقيات والمراسيم الموثقة التي أوضحت بجلاء مواقع الحدود ولابد من إيجاد حل عادل لمشكلة أبيي يراعي فيها الطرفان مصالح القبائل والمواطنين القاطنين لآلاف السنين في المنطقة يربط بينهم الرحم والدم والمصلحة المشتركة وأن لا يتركوا مساحة للمتهورين ونأمل صادقين أن تحسم كل المشاكل العالقة قبل 9 يوليو من هذا العام حتى تكتمل اللوحة الحضارية غير المسبوقة التي خطها أهل السودان الكبير العظيم. وفي تقديري أن من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تساعد على تطبيع العلاقات وترسخ أطر المحبة والسلام هما الرياضة والطيران فنجد أن العلاقات الرياضية بين شباب شمال السودان وجنوبه وثيقة عميقة الجذور فهناك عدد كبير من أبناء الجنوب يلعبون في الأندية الكبري والصغرى في شمال السودان ويعرفون الروائع في مجال كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى كما أن كثيرا من أبناء الشمال يمارسون شتى ضروب الرياضية في جنوب السودان. ومن المعروف أن ممارسة الرياضة تقود للمحبة والمودة والإخاء وتضع المبدعين في مقدمة الصفوف بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو اللغة. وعليه ندعو صادقين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الولائية على رأسها اتحادات ولاية الخرطوم للأنشطة الرياضية المختلفة وكذلك الاتحادات العامة والاتحادات الولائية أن تعمل جاهدة على التعاون الجاد مع الأخوة في دولة جنوب السودان لما فيه خير شباب البلدين الشقيقين في تطوير وتنمية الأنشطة الرياضية والشبابية ورسم خارطة طريق واضحة تقود للمحبة والمودة والسلام المستدام. أما الجانب الخاص بالطيران المدني فأنا أتحدث عنه بوصفي أحد رواد صناعة الطيران في السودان فقد سبق لي العمل كوكيل لوزارة الطيران المدني ومديراً عاماً لشركة الخطوط الجوية السودانية الناقل الوطني للسودان. وقد أتاحت لي خبرتي الطويلة في مجال الطيران التي امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً الاحتكاك والانصهار مع العاملين في هذا المجال من جنوبيين وشماليين فوجدت فيهم وحدة متكاملة، تعاونا، تواصلا، تآخيا وعملا صادقا من أجل تطوير الصناعة. اختيار القيادات الفنية والإدارية يتم على أساس الكفاءة والمعرفة لا توجد عنصرية ولا فئوية ولا جهوية مما أوجد جواً صحياً معافى. ومن خلال هذا المدلول الحضاري أرى أن تنطلق مسيرة التعاون والتواصل بين القطرين الشقيقين من مجال صناعة النقل الجوي لأن الربط الجوي بين مدن وعواصم الشمال والجنوب يقود إلى توثيق العلاقات الإنسانية والاقتصادية والأمنية كما أن كثيرا من أبناء الشمال المتخصصين في شؤون صناعة النقل الجوي وأنا من بينهم على استعداد كامل لتقديم العون الفني والتقني لإخوانهم في الجنوب لإقامة مؤسسات وشركات ووحدات تدعم صناعة النقل الجوي في القطر الوليد الشقيق. وأنا من هذا المنبر الحر أدعو إخواني الشرفاء رئيس الجمهورية والنائب الأول لرئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية لتبني مشروع التعاون في المجالين وذلك بتوجيه المختصين والمسؤولين عن الأنشطة الرياضية والشبابية وقيادات صناعة الطيران في السودان البدء الفوري في إرساء أطر التعاون والتكامل بين البلدين كبداية موفقة بإذن الله لانطلاقة واقعية وحقيقية نحو إخاء وصفاء ومصلحة مشتركة تقود إلى سلام مستدام وسيسجل التاريخ لجميعهم بأحرف من نور إنجازاً سيكون مفخرة للأجيال القادمة وسيعيد السودان الكبير للوحدة الحقيقية التي نضحي من أجلها بالغالي والنفيس. أحمد إسماعيل زمراوي كلمة عزيزة أتيح المساحة أعلاه للأستاذ الأخ إسماعيل زمراوي وهو رجل مضمخ بالتجارب والخبرات كما أنه واحد من الكفاءات الوطنية النادرة التي أرست الدعائم الراسخة في مجال الطيران. وبما أنه جاب سيرة الرياضة في مقاله دعوني أقول إننا سنشهد اليوم واحدة من أشرس المعارك الرياضية في السودان لكنها ليست داخل المستطيل الأخضر وأقصد عمومية الهلال التي يتصارع فيها على رئاسة النادي الكبير ثلاثه من أبنائه اللامعين وهم الأخ صلاح إدريس والسيد أشرف الكاردينال والسيد الأمين البرير. ورغم انتمائي للموج الأحمر عشقاً وتشجيعاً إلا أنني أتمنى أن تمارس الديمقراطية داخل القلعة الزرقاء بشكل حضاري إن قدر لها أن تتم حتى يعود النادي الكبير عملاقاً نشاكسه ونتمنى غلبه حين يلعب ضدنا ونشجعه ونموت فيه حباً حينما يرتدي الشعار الأزرق عربياً وأفريقياً!! كلمة أعز أنا محظوظة ومرضية والدين، عرفت نفسي كيف؟ بكرة أوريكم!!