السلام عليكم ورحمة الله وبركاته { سيدي الهندي عز الدين، بعد التحية والاحترام.. أتابع مقالاتك يومياً مثل (كباية شاي الصباح)، التي دونها ودون صحيفتكم (الصداع).. فقط اسمح لي بأن أعقِّب على مقالك بصحيفتكم الموقَّرة الصادرة بتاريخ 31/ يناير 2011م (الاثنين) تحت عنوان: (شباب منو؟! عودوا إلى بيوتكم) وذلك بمقالتي المتواضعة هذه.. راجياً أن تجد مساحة للنشر أو التعليق أو بإعلانكم استلامكم مقالي هذا عبر عمودكم اليومي بالصفحة الأخيرة، وذلك مع جزيل شكري وخالص تقديري. { سيدي الهندي، إن دعوات التظاهر ليست محاكاة ولا سذاجة، فتيار الثورة على الأنظمة هو ريح عاتية تنذر بتغيير الأنظمة، المستبدة منها والطاغية، و(المعشعشة) منها و(المكنكشة) على كراسي الحكم، التي يعج بها وطننا العربي الذي نحن جزء لا يتجزأ منه.. وهي كذلك ليست براءة طفولة، فهذا الجيل هو بنفس الفئة العمرية التي قامت بالثورة في تونس وفي مصر المؤمنة، (وإن كانت براءة الطفولة محمدة في التعبير العفوي). { إن الشعب السوداني يا سيدي الهندي، إن كان، كما قلت، لا ينتظر ثورة من مجتمعين في محلات الايسكريم، ممّن لا خبرة لهم ولا دراية، فإن أكثر الثورات تقوم على الفئات الضعيفة ومتوسطة التعليم والدراية والخبرة. وإن كنت لا تقبل أن يقوم صغار السن بثورة، فهل تقبل أن يقوم بها كبار السن الذين أقعدهم المرض؟ وهم بالتالي لا يحتملون رشقات (البمبان) وضرب العصي والكر والفر، وهؤلاء هم من تخطاهم الزمن، أمثال فاروق أبو عيسى أو إبراهيم نقد.. الخ (من الذين ذكرتهم في نهاية حديثك). { سيدي، لربُّما تعبر انطلاقة المظاهرات من محلات الآيسكريم عن برودة الشارع السوداني في التفاعل مع الأحداث.. أم أنك سيدي تريد المظاهرات بإشعال النيران بدلاً من الآيسكريم (أبو شعلة).. واسمح لي هنا بأن اسميها ثورة الآيسكريم البارد في مواجهة البمبان الحارق. { عزيزي، إن الحرمان السياسي ليس سبباً كافياً لقيام الثورات، وإن كان أحد أسبابها الملحّة، ولكن عدة أسباب وعوامل أخرى متى ما اجتمعت شكّلت ثورة، ومنها الحاجة إلى حريّة التعبير وحقوق الإنسان في العدل والمساواة والعيش الكريم والعدالة في توزيع الثروة والسلطة مع الحقوق الأساسية الأخرى من أمن وصحة وتعليم ورعاية اجتماعية... الخ. { سيدي الهندي، فلنكن شرارة الثورة في أي مكان من أي إنسان يعاني الحرمان، حتى من محلات الأيسكريم، فشعلة آيسكريم (أبوشعلة) خير من شعلة في شكل إنسان يحترق. { سيدي عزالدين، أنا لا أدعو إلى الفوضى، ولا إلى إسقاط النظام، ولكن أدعو إلى إعطاء الناس حقهم في التعبير، طالما أن هذا الحق لا يقتل عُزَّلاً. { سيدي رئيس التحرير، إن كنت تخاف من أن تؤدي الثورات إلى غلاء في الأسعار.. فالغلاء واقع واقع، وتتفاقم حدته يوماً بعد يوم، إن قامت الثورات أو لم تقم.. وقد تتفق معي أن الغلاء الذي طال كافة السلع التموينية، حتى الكمالية منها، لم يكن على الأقل بسبب ثورة. { سيدي، أنت تقول للشباب عودوا إلى بيوتكم، فهل تريد أن تفرض عليهم حظر التجوال؟ أم تريدهم أن يبقوا في بيوتهم مثل (النسوان)؟ هذا وبالله التوفيق عبد الحكيم مشاوي الخرطوم { من الكاتب { شكراً سيدي (الحكيم) عبد الحكيم.. وأرجو أن تطالع مقالك هذا.. أيضاً مع (شاي الصباح). { سيدي، متى كان لاعقو الآيسكريم في عز الشتاء يعانون من (الحرمان)؟ أي ثورة أو تظاهرة (تهز وترز) صنعها (لاحسُو) .. و(لاحسات) الآيسكريم.. مثل تلك (المحرِّرة) الوضيعة بتلك (الجريدة)؟! { أخي عبدالحكيم، أنا مثلاً أُصنَّف معارضاً، بل وقائداً للرأي في تيار واسع لمعارضة محترمة ومؤثرة، أكثر بكثير من تأثير الشيخ فاروق أبوعيسى وصحبه، على الشارع السوداني، ولكنَّنا لن نقود هذا الشارع إلى الخروج.. فقط لأنَّ المصريين والتوانسة والليبيين خرجوا.. لا، الشعب السوداني يخرج في (ميقات) مختلف (بإحرام) مختلف، وذلك عندما يبلغ حد اليأس من إصلاحات (البشير) المنتظرة، وإلى أن يتحقَّق ذلك ما زلت أقولها: (عودوا إلى بيوتكم).. وقد عادوا. مع تحيات وتقديري