كنت أظن أن (كف) هيثم مصطفى كابتن السودان للاعب الأنغولي سيظل الكف الأشهر حتى زمن طويل، باعتبار أنه حدث نادر، ليس لأن الملاعب تخلو من الشلاليت أم لكوم والدفر، ولكن ندرته وسبب شهرته أن الفاعل هو كابتن السودان، والفعل تم في مباراة حساسه ومصيرية، والشهود عليها كان بلاتر شخصياً وعيسى حياتو وكبار قادة الكرة في العالم، ولو أن هيثم أحرز هدفاً صاروخياً لما أظنه سيظل عالقاً في ذاكرة بلاتر مثل الكف (الأداه) للاعب الأنغولي وكلفنا خروجاً حزيناً ووضع حداً لآمالنا وأحلامنا. أقول إنني كنت أظن أن الاعتداء سيظل الأشهر لعدة سنوات قادمة إلى أن حملت إلينا الأخبار أمس (الشكلة) الكاربة بين وزير الزراعة الاتحادي عبدالحليم المتعافي والنائب البرلماني بلال عوض الله، ودون الدخول في مثاليات السلوك والتصرف الشخصي للسيد الوزير والنائب دعوني أتجاوز ذلك لسبب المعركة التي على حد قراءتي لها أن رئيس اتحاد مزارعي حلفا عوض الكريم بابكر قد تساءل عن (هوية) مشروع تسمين العجول وقال إن هذا المشروع تم عبر وزارة الزراعة ولكن لا يعرف إن كان (خاصاً) أم (عاماً)، ونحن أيضاً نتساءل ذات السؤال هل المشروع خاص أم عام؟ وهل أرباحه تعود لخزانة الدولة أم لجيب أحدهم؟ والخطورة في الموضوع على حسب الخبر أن مشروعاً مشابهاً - وهذا على حد حديث مدير مشروع الرهد - قد (مُول) بواسطة (وزير الزراعة الاتحادي)، ولا أدري إن كان لفظ وزير الزراعة الاتحادي المقصود به شخصه وماله الخاص أم أنه مال الوزارة التي يتولى إدارتها؟ في العموم، ودون الخوض في تفاصيل، تزعجني جداً الرائحة التي تصدر منها ومؤكد أنها قد ازعجت كل من قرأ نص الخبر الذي أوردته (الأهرام اليوم) أمس، لنعود للمربع الأول حول المال العام الذي هو مال محمد أحمد الغلبان الذي يتحمل وزر السياسات الاقتصادية ويتحمل تبعات القرارات السياسية، ويفترض أن نتاج هذا الصبر هو انتظار الرخاء والفرج، لذا بذات الشفافية التي خرج بها الخبر ننتظر رداً وتوضيحاً صريحاً وسريعاً من الأخ المتعافي بشأن مزارع تسمين العجول، وننتظر كذلك توضيحاً من النائب بلال عوض الله حول السبب الذي دعاه إلى أن يفقد أعصابه ويشتبك مع السيد الوزير. وطالما أن الخبر قد وصل الصحافة والمواطن فإن التوضيح مهم وضروري وهنا دعوني أتحسر على إعلامنا المرئي، إذ لا يوجد لينا برنامج واحد من شاكلة التووك شو لطرح مثل هذه القضايا التي تدور حولها علامات الاستفهام والتعجب وتحتاج إلى فك الأقواس. وحتى يمن الله علينا بشاكلة هذه البرامج دعوني أرفع مطالبتي عالياً للوزير والبرلمان لنعرف سر الشكلة ومزارع التسمين! كلمة عزيزة مها انعدم إحساسنا بالآخر أو انغمسنا في مشاكلنا فلا يمكن أن يصل إلى الحد الذي نغض فيه الطرف عن الإبادة التي تحدث للأشقاء في ليبيا من قبل شخص يهمه الكرسي أولاً وثانياً وعاشراً حتى لو كانت أرجل هذا الكرسي من عظام أبناء وطنه. وبصدق أنا مندهشة للموقف العربي المتفرج الذي يفترض أن يحرك آلياته الدبلوماسية لإنقاذ الإخوة في ليبيا العزل الذي يواجهون العتاد والسلاح الأعمى بيد مرتزقة ورؤساء للعصابات. عموماً وبصفة إنسانية وبموقف شخصي أعلن رفضي للإبادة التي يقوم بها القذافي لشعب بأكمله بطريقة نازية هتلرية فيها الكثير من (الصفات) القذافية التي لا تخفى على أحد. كلمة أعز اخشى ما أخشى أن يعود معتز صباحي من ليبيا بعد أن لم يتمكن من إقامة حفلاته هناك ويقول إن خفافيش الظلام هي سبب الثورة في بنغازي.