الوسواس القهري داء يجهله معظم الناس ويعاني منه الكثيرون أيضا.ً وفي محيط الأسرة أو الدراسة أو العمل نرى أشخاصاً غريبي الأطوار.. من لا يستطيع أن يجلس فترة وجيزة دون أن يقوم بغسل يديه أو التوجس من ملامسة الآخرين والبعض يكون له أدواته الخاصة للأكل والشرب إذا استخدمها شخص آخر يقوم برميها، كل هذه الأفعال تشير إلى أن صاحبها مريض بما يعرف بداء الوسواس القهري. «الأهرام اليوم» بحثت هذا المرض مع الطبيب النفسي واستطلعت أحد المصابين وهو (م ع) الذي يقول إنه يعاني من هذه (الوساوس) منذ مدة فهو يشعر بأن رائحته كريهة لذلك هو يحمل معه (العطر) ويقوم باستعماله بعد كل خمس دقائق فهو لا يستطيع التخلص من هذه التصرفات. ويقول الطبيب النفسي ياسر موسى إن الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات تسمى اضطرابات (العصاب النفسي) وهي أكثر أنواع الاضطرابات النفسية انتشاراً فتمثل حوالي 4% من مجموعة الاضطرابات فلابد من التفريق بين الوسواس القهري والأعراض القهرية التي تظهر مع بعض الأمراض. وابان أن الوسواس مرض يتميز بأنه غالباً ما يكون وسواساً في هيئة أفكار أو اندفاعات أو خوف وأفعال قهرية في هيئة طقوس حركية مستمرة. وعادة ما تسبب الأفعال القهرية قلقاً ومعاناة شديدتين فالمريض يشعر بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها كما أنه يحاول دائماً مقاومة هذا الوسواس وعدم الاستسلام له لكنه ينحاز إلى تلك الوساوس لذلك هو مريض نفسيا. ويلاحظ أن كثيرا من ألعاب الأطفال لها طابع قهري فتجد تلميذاً يرمي بالحجر من المدرسة إلى أن يصل المنزل أو زجاجة مياه فارغة أو طفل يسير على الرصيف خطوة وعلى الأرض خطوة كل هذه مظاهر قهرية، مضيفاً أن الكثير من العادات والتقاليد في حياتنا الاجتماعية ذات طابع قهري. وابان أن من أسباب الوسواس القهري العامل الوراثي حيث يلعب دورا كبيرا في هذا المرض وكذلك التنشئة الاجتماعية هي عامل من العوامل المسببة للشخصية الوسواسية، مضيفاً انه من أبرز سمات الشخصية الوسواسية أن يكون الشخص دائماً يشعر بالقلق وتوهم الأمراض وخاصة الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية والعضوية مثل (القرحة والمصران) مبيناً أن صاحب هذه الشخصية يكون منظماً ودقيقاً يهتم بالاوتوكيت وآداب الطبقة الراقية لذلك هي مميزات تُحدث قلقاً للآخرين وتجعلهم في حالة توتر بل أنها في بعض الأحيان تُحدث نفوراً من أقرب الأقربين. وسألناه هل يوجد علاج لهذه الاضطرابات النفسية؟ فقال نعم يمكن علاجها من خلال استشارة الاختصاصي النفسي فالذهاب للطبيب هو الخطوة الأولى في العلاج، مشيراً إلى أن هذه الاضطرابات قد تتطور لتصبح مرضاً يسمى (الذهان) مما يجعل الشخص المصاب خطراً على نفسه وعلى الآخرين، مضيفاً أن العلاج يحتاج إلي دقة ومتابعة يحددها الطبيب المختص.