{ حشد الأخ صلاح إدريس كل العبارات التي لا تشبه تأريخه القصير بالهلال، ولم يكن في تمام المنطق وكمال المنصب الذي تبوأه من قبل، وضاق عليه ثوب الرئاسة، ولم يحتمل فوز مجموعة المستقبل بالانتخابات الأخيرة، واستدعى اللسان الناقد ورجم التجربة الديمقراطية بحجارة العيوب رغم أنه شارك فيها حتى المنتهى، وعندما أسفر صبحها عن فشله في الفوز بثقة الناخبين عاد وانقلب عليها وأشبعها ذماً وشتماً وتجريحاً وتوعد كالعادة بالطعون والشكاوى وإعادة الانتخابات وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. وقد وقفنا مع الأخ صلاح لتنفيذ قرار بطلان انتخابات الاتحاد وضرورة إعادتها ولكننا لن نقف بل لن تقف معه أية فئة هلالية حريصة ومخلصة وحادبة على استقرار الهلال الذي كانت الأمواج تتلاطم بل تتلاعب بسفينته ويتهدده شبح التعيين، ولعل الديمقراطية المشوهة المعيبة في فقه الأرباب أفضل من التعيين ومصادرة حق الناخبين والتعدى على الحق الأصيل للجمعية العمومية وهي برلمان الهلال والجهة التي تملك حق التشريع. { توقعنا أن يتسامى الأرباب فوق المرارات الخاصة والمواجد الشخصية، ويتسامى فوق جراح الخسارة لأجل الهلال ويترفع ليؤكد أنه كبير من كبار الهلال الذين لا تهزهم الخسارة ولا يبطرهم النصر، وقد فاز من قبل مرتين وهنأه معظم الأهلة حتى الخصوم، وبرغم المرارات ضغطوا على جرح العواطف حتى لا يجترح فؤاد الهلال ولا ينكأ التنظيم الخاسر الجراح في مهد الطريق للشقاق. { تبين المواقف الكبيرة والأصيلة عند الشدائد، ويتدفق العزم الأكيد عندما يتجاسر الفرد في لحظة صدق وينداح مع المجموعة ويذوب في تيار الجماعة ليس ليكون إمِّعة ولكن لجهة لملمة الصفوف وإيجاد التماسك وربط اللُحمة والتكاتف على قلب رجل واحد طالما أن السباق كان لأجل الهلال وليس للذوات الفانية. { الهلال قادر على لمّ الشعث واستيعاب كل الطاقات الزرقاء ونقد التجربة الحالية، لا يعني أن يبصق الأرباب على تاريخه حيث أنكر حشد العضوية في الانتخابات الحالية واتهم أطرافاً أخرى باستجلاب وحشد العضوية ولكنه لم يبرئ نفسه ولم ينفض يديه عن الممارسة الانتخابية التي حملته لرئاسة الهلال في الدورتين السابقتين وعندما نازل تنظيم الصدارة في الانتخابات التي لم تكتمل. { لا فرق بين الحشد والاستقطاب وقد حفيت أقدام الأخ الأرباب وطاف كل قرى شرق النيل والريف الشمالي، ولا نقول إنه حشد العضوية ولكن ما فعله سابقاً لم يفعله هذه المرة، فلماذا ينكر على تنظيمي العزة والمستقبل ما فعله من قبل..«لا تنه عن خلقٍ وتأتي بمثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيماً»..فإذا تأكد أن الأرباب مارس هذا الفعل في لحظة صدق مع النفس عليه ألا يقدح الممارسة التي توارثتها التنظيمات عن الآخرين. { ومن تناقضات ما ورد في الحوار عبر أثير «الرياضية» قوله إنه مدين للهلال بمبلغ 6 مليارات وسلم بها أربعة من أعضاء المجلس كتاباً رسمياً وهو قول يختلف كلياً عن المبلغ الذي نطق به من قبل وهو (0 3) مليار وهنا نكتشف حجم التراجع ومؤشره. حيث تقلص المبلغ إلى الخمس تقريباً. { بمراجعة هذه الأرقام وقبل التثبت من صحتها والتأكد منها عبر القنوات الرسمية وهي المسؤولة عن مراجعة مال الأندية باعتباره مالاً عاماً تعالوا نراجع أسباب انتخاب الأرباب وصعوده على سارية الأحداث بالهلال وقد فرض نفسه واسمه من واقع السمعة المالية التي سبقته. حيث لم يكن معروفاً في سبعينات القرن الماضي ولم يكن متطلعاً ولم تحدثه نفسه بالرئاسة إلا بعد أن أصبح من كبار رجال المال والأعمال (زاده الله بسطة ورفعة ومقاماً ونماءً). { فإذا كانت الجماهير اختارت الانحياز للأخ صلاح إدريس ووشحته وشاح الرئاسة وتوجته على التنظيمات الأخرى فإنها فعلت ذلك ظناً منها بل ثقة في قدراته المالية وأنه قادر على تحمل ميزان المدفوعات العالي والمنصرفات الضخمة وجعل الهلال في مصاف الأندية الكبيرة أو على الأقل يكون الأفضل بالسودان من حيث البنيات والتسجيلات والمحترفين والإنفاق والسفر وإحراز البطولات والتعاقد مع أفضل المحترفين. { إذا سلمنا أن المبلغ المذكور صحيحاً سواء (6 أو30) مليار فلماذا تنتخب الجماهير فرداً لا يدفع من جيبه على الهلال ويسجل المدفوع كديون ولماذا لا أتقدم أنا أو أيٍ من الطبقات الكادحة المسحوقة لرئاسة الهلال طالما أنني أو نحن قادرون على جلب التمويل بالديون. { وحتى لا نظلم الأرباب لم يكن الاختيار لأنه خزنة مال فقط لأننا نحترم قدراته الإدارية والمستوى القانوني الرفيع الذي أظهره خلال الفترات السابقة ونحمد له احترامه للأهلة ومشاركاته الاجتماعية ودوره الكبير في مجمل الانتصارات التي تحققت وعلى كافة الأصعدة ولكن هذه المحامد ليست مدعاة له لاحتكار الهلال وإغراقه بالديون وإثقال كاهله بالمبالغ العالية حتى يعجز الأهلة عن منافسته في سباق الانتخابات.