{ في مواقف كثيرة كنا نجد العذر للحكومة وهي «تجر ناعم» تجاه الحركة الشعبية ونقول إن إبداء النوايا الحسنة قد يكون واحدة من عوامل الجذب نحو وحدة اختيارية لأبناء الجنوب تجعل من الاستفتاء طريقاً نحو بقاء السودان واحداً موحّداً. لكن وبعد أن حدد الإخوة الجنوبيون طريقهم وهو خيارهم مسؤولون عنه حتى وإن كان من شكَّل ملامحه ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة من النافذين في الحركة وحكومة الجنوب، على حكومة الخرطوم والمؤتمر الوطني أن يدركوا ويعلموا ويضعوا أمام أعينهم أننا قد نقبل ونصبر على ارتفاع الأسعار في انتظار الفرج وأننا قد نتجه إلى رب العباد نشكو الفساد والمفسدين إن طنّشت الحكومة وعملت ما سامعة، لكننا لن نعدّي أو نصمت عن سخافات باقان أموم التي يطلقها وإمعاناً في التحدي والعنترية من الخرطوم التي هي عنده، كما ظل يروّج ويسوّق، هي معقل الجلابة العنصريين. وحديثي ليس دفاعاً عن البشير أو المؤتمر الوطني اللذين لهما آلياتهما التي تكذب حديث باقان المشكوك أصلاً في أي حديث ينطقه بالنسبة لي ولكثيرين من المتابعين لترهاته ومغالطاته، لكنني أتعجب واستغرب للمساحة الإعلامية التي وجدها مؤتمره الصحفي الذي كان عليه أن يعنونه بعنوان «السُّم المدسوس» وهي مساحة إعلامية مقدرة إن كانت على صفحات بعض الصحف أو على فضائية (الشروق) التي ظلت تعيده وتكرره في نشراتها طوال اليوم، مع ملاحظة أن ثنائي (العربية) و(الجزيرة) اللتين لا تفوتان خبراً فيه ريحة شمار إلا وتلاحقانه ملاحقة القط للفأر لم تمنحاه أكثر من ثوانٍ معدودة ولم تعيراه قيمة لا بالتحليل ولا التفصيل. ولعلِّي حتى لا أظلم (الشروق) أقدّر مهنيتها في التعامل مع الخبر حتى وإن كانت محسوبة على المؤتمر الوطني، لكن أمثال باقان المقاييس التي يجب أن يعاملوا بها يجب ألاّ تخضع لمعايير الشفافية أو المصداقية لأنهم أبعد ما يكونون عنها. على فكرة كان بإمكان باقان أن يعقد مؤتمره الصحفي في جوبا أو ملكال أو أيٍّ من مدن الجنوب، لكن طبع الرجل الاستفزازي أراد أن يرسل رسالة من الخرطوم يستعرض فيها سطوته وقوته وعجز حكومتنا التي لا يجرؤ أحد فيها أن يعقد مؤتمراً صحفياً في جوبا إن «حمَّرت» له حكومة الجنوب عينها، ونحن لا زلنا نعامل السيد باقان بسياسة الدلع والحنّيس والملّيس عشان شنو؟ وعشان منو؟ وكل شيء اتضح وبان وخلصنا وتجاوزنا بعاتي الانفصال الذي مرت تداعياته زي شكة الدبوس وكلما قفلنا أضان بطينة وأخرى بعجينة يصر باقان أن يصرخ فيهما بصوته النشاز والمزعج وممكن «يدق الدربُكّة» طالما أنه لا أحد يقول ليه هُس..!! { كلمة عزيزة { جميل وممتاز أن يتم إعادة تأهيل وبناء مستشفى حاج الصافي لأن حال المستشفى لم يكن يسر عياناً ولا ما عيان. ولأنه لا ينفع أن يقفل المستشفى حتى إعادة بنائه تم استئجار مبنى يزاول من خلاله أطباء المستشفى مهامهم دون توقف. لكن والسؤال أوجهه إلى وزارة الصحة الاتحادية والصحة الولائية: هل ينفع إيجار أي مبنى ليكون مستشفى؟ بمعنى أن تتوفر فيه صفات خاضعة لخصوصية المشفى نفسه من ناحية السعة والتهوية والراحة والنظافة وهي صفات للأسف تنعدم تماماً في مستشفى حاج الصافي بصفته الحالية حتى لو كانت صفة موقتة؛ فالمستشفى غاية في السوء ولا يصلح للاستعمال الآدمي وكل أثاثاته المستعملة وبيئته المحيطة تجعلك تشعر بأنك في عيادة بيطرية أي «قرد» مفتح قد يرفض العلاج فيها. لذلك، وحديثي لوزير الصحة الولائية، أن يضع المستشفى بحالته الراهنة تحت المجهر وعندها مش حتقدر تغمض عينيك..!! { كلمة أعز { حدثني أحد المذيعين القديرين أن الراحلة هيام المغربي كانت تحرص أن ترتدي عند قراءتها لنشرة الأخبار إما الأبيض أو الرمادي أو الأسود لطبيعة الفترة الإخبارية وجديتها. ذكاء الراحلة أرجو أن يلهم بعض مذيعات الفضائية السودانية اللائي يظهرن في نشرة العاشرة ب«لووك» ينفع لتقديم سهرة عن مهرجان القاهرة السينمائي أو كأنه الواحدة منتظرة بص سيرة..!!