وصفه المختصون ب«المطرب الفلتة» عند بزوغ نجمه في سبعينيات القرن الماضي وتشبُّب جيل السبعينيات والثمانينيات بأغنياته الخفيفة (قالوا قطعة سكر.. قلنا أحلى وأنضر)، (عتاب) ورائعته (المنعوك أهلك) دُرة الحقيبة الخالدة التي قدمها بوجه جديد وحتى أهل البطانة أخذ تراثهم وقدمه عبر أغنية (يا ود باقير ما قلت خبير) ثم أخطأ وغادر البلاد مغترباً مرة ومرات فأفل نجمه وضاع في ثورة الشباب الفنية التي اجتاحت البلاد ومازالت.. «الأهرام اليوم» التقت به ووجهت إليه أسئلة استفاهمية موجعة علّه يصحو من سباته فجاءت إجابات المطرب نجم الدين الفاضل صريحة جداً ولا تخلو من الألم فإلى إفاداته.. { بدأت بداية قوية في السبعينيات ثم اغتربت وعدت وأنت أقل عطاءً لماذا؟ اختلفت ظروفي وهذا ليس بالنسبة لي، بل كل أهل الفن عانوا من فترات الركود العام التي اجتاحت الوسط الفني في السبعينيات. { حدِّد لنا فترة الركود؟ كانت من عام 1994م حيث توقفت التسجيلات بالإذاعة ولم يقدم التلفزيون ولا الإذاعة برامج جماهيرية خاصة بالطرب في تلك الفترة وقبلها كنا نلتقي بالجمهور وبعد عودة التسجيلات في عام 2007م كنت أول من سجّل ثلاثة أعمال بالإذاعة السودانية. { عرفك الناس بأغنيات مثل (قطعة سكر، حليلك يا أسمر، سحروك ولا أدوك عين، المنعوك أهلك وود باقير ما قلت خبير) ثم لم تشرق لك شمس أغنية جديدة كيف تفسِّر هذا؟ أقول إن أغلب المطربين قد تكون لدى أحدهم أكثر من 60 أغنية غير أن المتداولة لدى الناس لا تتجاوز العشرين. ولديَّ أعمال جديدة بعد أن أصبحت المنابر متعددة ومتاحة وهذه الأعمال أراهن عليها فإن لم تتفوق على سابقاتها فإنها ستكون بذات ألقها. { لماذا توقّف تعاونك مع اللواء أبو قرون؟ لم يتوقف هذا التعاون، وهو ظل يقرأ عليّ كل قصيدة جديدة يكتبها غير أن ظروفي هي التي حالت دون التعاون بيننا من جديد فهو رجل مبدع وقدّم لي (قالوا قطعة سكر) و(عتاب). { نجم الدين الفاضل مطرب كسلان جداً ما قولك؟ لست كذلك، ولا يمكنني أن أستجدي أجهزة الإعلام لتبث أعمالي القديمة والجديدة. { ما هي مشكلتك مع أجهزة البث إذن؟ ليس هناك مشكلة بالمعنى المفهوم على إدارة أي منبر بث قومي أو خاص، ولا حتى مع الصحافة وعلاقتي حميمة مع الجميع. { بماذا تفسِّر انغلاقك إذن؟ لا أجد تفسيراً واضحاً ولكن على القائمين على أمر التنسيق بالأجهزة ألا يهملوا جيلنا من المطربين لأننا انتظرنا طويلاً وكلما طلب منا أن نقدم إنتاجنا نكون (جاهزين)، ونأمل ألا نضيع من ذاكرة «المنسقين». { مَن مِن الرواد تدربتَ على أغنياته؟ رددتُ أغنيات الحقيبة ثم أعمال عثمان الشفيع، أحمد المصطفى، حمد الريح ومازالت أغنياتهم مدرسة للواعدين. { أغنية (يا ود باقير ما قلت خبير) من هو شاعرها وما هي قصتها؟ هي أغنية تراثية سمعتها من عائلة كريمة ترتبط بمنطقة البطانة وتحكي قصة رحلة قام بها أحد الشيوخ أو النظارة وتاه في الطريق فخاطب سائقه بقوله (يا ود باقير ما قلت خبير وين السلمة وين درب أم دير؟) فيرد (يا شيخنا خلاص الشفقة تطير هداك الوادي ودرب أم دير). { كم عدد ألبوماتك؟ نحن كنا نغني في السبعينيات والجمهور يسجل (كيري) ولكن بعد الملكية الفكرية والمصنفات انتجت ثلاثة ألبومات آخرها «يا أسمر» إنتاج شركة يامن وهناك ألبوم جديد بعنوان «لون الدهب» من شركة سارة للإنتاج الفني. { يقول البعض إن ذوق الجمهور أصبح غريباً يميل للأعمال الخفيفة التي يُسميها البعض ب«الهابطة» ما قولك؟ هذا ذوق خاص ولا أستطيع أن أقول شيئاً، غير أن هناك جيل من الشباب يحب الاستماع للأعمال الأصيلة أيضاً. { من هم أبرز المطربين الشباب الذين ترى أنهم سيسيرون في المسار الصحيح؟ هناك أحمد الصادق، حسين الصادق، شكر الله عز الدين، معتز صباحي، رماز ميرغني، منار صديق، فهيمة وأفراح عصام. { شباب رسمت أقدامهم وأصبحوا في مصاف الكبار؟ كمثال فقط، محمود عبدالعزيز، عصام محمد نور، وليد زاكي الدين، جمال فرفور وعاصم البنا. { نجم الدين متى يلمع «نجمك» من جديد؟ عندما تصل أعمالي الجديدة للجمهور وبعد أن تحارب الدولة القرصنة التي أوقفت شركات الكاسيت. { لماذا لم تصور أغنياتك المعروفة على الفيديو كليب؟ ليس هناك منتجين ولا يستطيع المطرب أن ينتج ويسوِّق أعماله فهو مُعدم والأمر يحتاج للمال الوفير. { أولاد وبنات دفعتك؟ دفعتي مجذوب أونسه، محمد سلام، الرشيد كسلا، ونحن جئنا بعد خوجلي عثمان، عبدالعزيز المبارك وجاء بعدنا الأمين عبدالغفار، مصطفى سيد أحمد، ثنائي الجيل، عثمان الأطرش، محمود تاور، علي العمرابي، عبدالمنعم الخالدي، عز الدين عبدالماجد، والقبول من رب العالمين. { أمنية في الخاطر؟ أن يعم السلام السودان مع التقدم والإزدهار، وأن ترى أعمالي الجديدة النور لتكون إضافة. { أين أنت من حراك وزارة الثقافة الفني؟ سأشارك في أماسي بحري قريباً وسأُلبي أيّة مشاركات أخرى وأقول إن الوزير السموأل بثّ فنيا الروح من جديد وعليه الاستمرار إلى ما لانهاية حتى لا تسقط راية الإبداع. المطرب عبدالعزيز ابن المطرب القلّع عبدالحفيظ كتب ولحّن له الشاعر محمد عثمان علي ثلاث أغنيات جديدة دفعة واحدة وهي (بعتيهو ريدنا، صديقيني، شوك الحب). عبدالعزيز قال عنه النُّقاد إنه يمتلك أدواته ولا يعيش على إرث أبيه.