{ مهما كانت الأسباب والمسببات فليس هناك منطق يسند تأجيل أماسي بحري كما تواتر إلينا من أخبار، وواحد من أهم هذه الأسباب أن السلاسة والمرونة التي تمت بها فعاليات أماسي أُم دُر وقبلها أماسي الخرطوم كفيلة بأن تكون رصيداً من الخبرة في تشكيل هذه الأماسي بذات النجاح الذي تمت به الأماسي السابقة، وأعتقد أن اللجنة التي كُوّنت للأماسي، التي أحسب أن مجمل أعضائها هم محل ثقة لدينا ولدى كل الفنانين، مطالبة بالشفافية التامة دون مجاملات أو حسابات اللهم إلا عطاء الفنان ووجوده وقيمته الفنية. بالمناسبة لا أدري سبباً واحداً لهذه (الشفقة) من بعض الفنانين للمشاركة وكأن أماسي بحري هي خاتمة المطاف للاحتفائيات والعلم عندي أن الوزارة لديها خريطة طريق طويلة لمزيد من إثراء وإحياء النشاط الفني بالعاصمة والولايات ولأنه صعب أن تستوعب أماسي بحري كل الفنانين فيمكن أن يشارك من سقط اسمه ليس سهواً ولا تقليلاً ولكن لاستحالة شمولية الأماسي لكل الأسماء يمكن أن يشارك في أماسي أخرى بولايات أخرى لا تقل اهتماماً ولا متابعة عن الخرطوم وأم درمان وبحري. في كل الأحوال أنا غير قلقة لمسألة المشاركات باعتبار أنها مشاكل نسبية يمكن الوصول إلى وفاق وتوافق حولها، لكن ما يشغلني بالفعل هو أن بحري مدينة الفنون بكل تاريخها وثقلها الجماهيري لا يوجد بها مكان يناسب إقامة الأماسي بها وكل الخيارات التي طُرحت لا تخرج عن وجود بعض النقائص إما في السعة أو في المرافق أو البنية التي تشكل المكان نفسه، وهنا دعوني أحمّل هذا الوزر في رقاب كل الولاة الذين تعاقبوا على ولاية الخرطوم وكل المعتمدين الذين تعاقبوا على بحري بمحلياتها المختلفة أن كيف لهذه المدينة المهمة أن تكون خالية من مسرح كبير وعظيم بكبرها وعظمتها اللهم إلا مسرح خضر بشير ذي السعة المحدودة التي لا تتناسب إطلاقاً مع أعداد المقبلين والحاضرين لأية فعالية معلن عنها بدلالة الحضور الرهيب وغير المتوقع لأماسي الخرطوم وأم در. وحتى لا نستهلك الوقت ضرباً كفاً بكف تحسراً وألماً في أن تكون بحري العريقة بلا مسرح بطول قامتها، بالله عليكم تجاوزوا أي خلاف لأن أهل بحري في شوق لهذا الحراك ودعوني أطلق عنان الثقة دون حدود في حكمة وأريحية وطول بال الوزير الأستاذ السموأل خلف الله في تجاوز (اللفة) من غير أن تنقلب عربية الثقافة التي انطلقت بقوة بسبب طوبة ما تقلب ركشة..!! كلمة عزيزة { أفرح وأسعد جداً عندما يخبرني أحد الزملاء أو الزميلات أو الأصدقاء بأنه في طريقه لإكمال نصف دينه واعتبر أن الشخص الذي يوفق في إيجاد نصفه الآخر يكون بالفعل قد حقق نجاحاً سيكون عنواناً له في كل ما يقوم به من أعمال، وبهذه الروح سعدت جداً وواحد من شباب «الأهرام اليوم» الأخ محمد عثمان أو كما يحلو لي أن أسميه «محمد نِت» قد زُف أمس الأول إلى بيت الحلال في مظاهرة جمعت كل الأهل والأحباب ليمتزجوا فرحاً وسعادة بالزملاء في «الأهرام اليوم» والزملاء من الإعلاميين بصحف أخرى، إضافةً إلى الرياضيين والفنانين، وعن الفنانين دعوني اسأل الفنان الشاب شكر الله من أين له هذا الذكاء الفني الخطير وشكر الله ما جاء مناسبة إلا وقرأ الحضور وأمسك بمفاتيح القلوب كما فعل بأهلنا جعلية الزيداب أمس الذين خشيت أن ترتفع كرابيجهم للبُطان حماساً بما صدحت به حنجرة الود الفنان فيصلنا رأس السوط في صَمّة خشمنا، ولكأن محمد عثمان أراد لليل الفرح أن يمتد وهو يختار حسين شندي ليعقب شكر الله، وحسين بأغنياته يولع النار في ثلج (الفريزر) خليك من أن يجدها مسخنة أصلاً، فامتزج غناؤه الحماسي بعرضة العارضين وزغاريد الحسان فاشتممنا شواء القلوب طرباً وتفاعلاً. على فكرة حسين شندي فنان بدرجة إنسان يعجبني تواضع أبناء البلد فيه الذي لم تغيره شهرة ولا أضواء فحسين يفرح كما أهل المناسبة تماماً ليس فرحاً لزوم المسرح والعرض ولكنه فرح من داخله تشعر به في عيونه وكلماته وكل تعبيرات وجهه. { في كل الأحوال منحنا الأخ محمد عثمان ليلة غسلنا فيها همومنا وتلفحنا ثوب الفرح من قلوبنا لأن محمد يستاهل أن نفرح له وأن نتمنى له السعادة والعقبى للزميلة مشاعر عثمان التي كانت شقيقة العريس وأمه، والعاقبة لكل العُزاب الذين قلت لهم عقبالكم فقالوا بصوت عالٍ: «آمين» ولا أدري مَن مِن المتزوجين رددها معهم سراً..!! كلمة أعز { أرجو أن نكون عند حسن الظن في عضوية اللجنة العليا لمهرجان الموسيقى الدولي العاشر والله يسترنا ويستركم.