لفت نظري حديث ورد في زاوية الزميل طارق شريف بالزميلة (الصحافة) حيث قال إن أحد المنتسبين للإذاعة السودانية لامه على عدم اهتمام الأقلام الناقدة بما يدور داخل حوش الإذاعة السودانية والتركيز على الفضائيات، مؤكداً له سوء الأوضاع داخل حوش الإذاعة السودانية وهو بالمناسبة كلام ليس جديداً عليّ سماعه، لكن الجديد أن الأخ طارق اعتذر عن عدم ذكر اسم محدثه لأن محدثه يخشى من بطش الإدارة الحالية، وربما يتعرض لعواقب حديثه. وصراحة اندهشت من هذا الحديث أيما اندهاش أن يكون هذا هو الفهم السائد في الأجهزة الإعلامية الأهم على الإطلاق، وأقصد الإذاعة والتلفزيون، حتى يُدارا أو لنقل يُحكما بالقبضة الحديدية، لا سيما أنني رغم السخط الذي هو السمة الغالبة على أحاديث المذيعين ومقدمي البرامج والمخرجين والمعدين تجاه إدارة الفضائية السودانية، إلا أن الواحد منهم لا ينسى أن يذكرك بعد أن يكون قد فش (غبينته) بأن عليك الله ما تذكر اسمي عشان ما عايز (مشاكل) والمشاكل التي يقصدها بالطبع هي تعرضه للمضايقة من الإدارة للحد الذي قد يؤدي إلى أن ينفذ بجلده أو يتقل دمه ويقعد متفرج من غير أي شغل. وبحديث الأخ طارق شريف تنداح أمامي علامات الاستفهام بلا حدود وأولها كيف يرضى العاملون بهاتين المؤسستين الكبيرتين وهم من قبيلة الإعلام التي يفترض أنها تحرك الأحداث وتوجه الرأي العام؛ كيف يرضى بهذا الوضع الديكتاتوري الغريب ونحن حتى على مستوى العامة والبسطاء نوجه نقداً للحكومة نفسها ولوزرائها وعلى مستوى الصحافة نوجه نقداً وحديثاً لرئيس الجمهورية نفسه في حراك ديمقراطي مهم دون أن نخاف إلا الله وحده وشعارنا المرفوع (الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا) لذلك - وحديثي للإخوة في الفضائية السودانية وفي الإذاعة السودانية من الغاضبين على الرجلين الكبيرين محمد حاتم ومعتصم فضل، أقول إن الاختباء خلف الصحفيين بمثل هذا الخوف لا يغير من الأوضاع شيئاً، والمجاهرة بالحق لا تقطع رزق زول لأن الأرزاق بيد الله وحده، وطالما أنتم أهل الوجعة والمظلمة فلا بد من أن تنطلق أحاديثكم وأفكاركم لإصلاح الوضع الذي سيظل كما هو عليه طالما أنتم سكوت. وسألوا فرعون مين الفرعنك قال ما لقيت حد يقول لي لا!! كلمة عزيزة وبلادنا تفتح أذرعها بالأحضان لكل المستثمرين العرب لتتعدى أموالهم خريطة العاصمة الخرطوم وتتجه شرقاً وغرباً في حراك اقتصادي نأمل أن يأتينا بالخير الوفير طالما نحن أصحاب الجلد والرأس وفي ظل هذا الاستثمار لأراض حبلى بالخير في كل المجالات الزراعية والحيوانية وحتى المعدنية أتمنى دائماً أن أشاهد وأسمع أن رؤوس الأموال السودانية هي الأعلى صوتاً والأكثر حركة واندياحاً ولعلي لذلك استغربت وأنا أسمع أن الأخ أشرف الكاردينال قد احتفى واحتفل باستثماراته الكبيرة في إثيوبيا وهذا حق الرجل طالما أنه تاجر في السوق ويهمه الربح والخسارة ولكن أخي أشرف أليس جحا أولى بلحم توره؟ ألم يكن بالإمكان أن تستقر في السودان بأراضيه البكر وسواعده من الشباب التي تبحث عن من يمنحها منجلاً وطورية؟ بصراحة من حقنا ونحن ننشد بناء دولة السودان القوي ما بعد الانفصال من حقنا أن نتصف بشيء من الأنانية ونحن نطالب كل رؤوس الأموال السودانية أن تستثمر داخل حدود المليون ميل إلا المفصول منها، لأنه ما ممكن يكون قدحنا كاشف ونغطي قداحة الناس!! كلمة أعز يا سبحان الله أكثر الناس سماحة ومحبة واتساعاً في القلب دائماً ما تصيبهم العلة في قلوبهم وواحد من هؤلاء أستاذنا الصحفي الكبير أحمد عمرابي الذي قرر له الأطباء عملية في القلب. خالص دعواتنا للرجل الجميل بالشفاء العاجل لأننا بصدق محتاجون للقلوب النقية البيضاء التي لا تعرف الحقد ولا الكره ولا الحسد!!