{ أحياناً، وأحياناً فقط، يشعر الكاتب أن إشاراته ليست كافية كي يعرف الناس ما يود ويحميه من اتهامات كثيرة، وهذا يوضح مدى غبائي..! فقد وصلني رد على مقال سابق بعنوان (تفتيش غرف القلب) يضيف لرؤيتي تلك جزءاً مقدراً من الوضوح ويجاهر بأسماء القضية التي عرضتها هناك رغم عدم ذكرها لأسباب تتعلق بالعرف الصحفي الذي نتبعه بكل احترام. لكن رؤية الكاتبة التي عقبت هنا رأت أن هناك تشابها بين ما كتبناه وبين موقف المستشفى الذي تنتمي له وهذا ما نحسبه ذكاءً..! وقد ابتدرت دفاعها: { ليس دفاعاً عن مستشفى السلام، لكنه توضيح، فقد كتبت بعض الأقلام في الصحف اليومية عن مستشفى السلام لطب وجراحة القلب بضاحية سوبا بالخرطوم عن إضراب العاملين السودانيين واتهامهم لإدارة المستشفى بالعنصرية، وقد تلاحظ تقاطر الأقلام للكتابة عن الموضوع. ولكني أود أن اسأل الصحفيين والصحافة المحلية لماذا لم يتجهوا لإجراء تحقيق صحفي شامل يغطي آراء كل الأطراف المعنية ويستفيد منه القارئ والدولة عموماً؟ أما عن سمعة مستشفى السلام فقد أعلنت وزارة الصحة السودانية عن اختيار المستشفى ضمن أفضل خمسة مراكز للقلب فى العالم (تم نشر الخبر بتاريخ 27/9/2010)، كما يعتبر من أحدث المستشفيات ويتم تمويله من منظمة الطوارئ الايطالية، ويشرف على العمل فيه أطباء محترفون من إيطاليا والسودان وبعض دول العالم، وهو مجهز بأحدث التقنيات الطبية الحديثة ويطابق مواصفات السلامة العالمية ومجهز بطائرة للطوارئ تجلب المرضى من كل أصقاع البلاد، ويتم الفحص وإجراء العمليات بالمجان لكل السودانيين بدون أي فرز (أي بدون عنصرية كما يدعي البعض من أعداء النجاح). إن مثل هذا المستشفى يتشرف البلد بوجوده بل ويجب أن يفاخر به نسبة للمستوى الراقي والخدمات الجليلة المجانية التي يقدمها لجميع المرضى، وقد ينتظر المريض فى المستشفى حتى يحين موعد إجراء العملية فيعامل خلال فترة انتظاره باستضافة على مستوى فندقي مجاني مهما طال انتظاره، علما بأنه توجد ستشفيات أخرى تحاسب المريض باليوم دون مراعاة لظروفه، ولا زلنا نذكر تلكم المستشفى التي توفى بها أحد المرضى ورفضت تسليم الجثمان قبل دفع المطالبات المالية!! شتان بين مستشفى السلام المجاني وباقي المستشفيات، وهل تعلمون كم تبلغ تكلفة العمليات العاجلة للقلب في السودان في مستشفيات لا نعلم هل هي حكومية أم خاصة؟ وكم نسبة الموتى نتيجة للأخطاء الطبية؟ يقول الوزير كمال عبد اللطيف (إن الأخطاء الطبية تسببت فى 90% من الوفيات بالبلاد) - صحيفة آخر لحظة العدد 1678 بتاريخ 13 - 4 - 2011 أما بالنسبة لموضوع التفتيش على الداخلين من مرضى أو مرافقين أو عاملين إلى المستشفى فهى ضوابط إدارية يحق للمستشفى اتخاذها لحماية المرضى ولاغبار عليها ويمكن لأي مؤسسة أن تضع الضوابط التي تناسبها، وينبغي على كل متعامل مع تلك المؤسسة الانصياع لها. إن كل شخص شريف ولا يعاني من مركبات النقص لا يتبرم من إجراء التفتيش لثقته بنفسه واحترامه للقانون. إن التفتيش يتم في المطارات والسفارات الأجنبية وبعض المنظمات وغير ذلك دون أن يتحدث أو يشتكي أحد من التفتيش. بعض روايات ذوي المرضى تحكي عن اختفاء الكثير من اللعب من غرفة ألعاب الأطفال، وكيف يختفي حتى صابون الحمام السائل؟ كما أن ضعاف النفوس موجودون فى كل زمان ومكان، فلماذا لا نحترم القوانين طالما نحن شرفاء؟ إن التفتيش الإجباري لا يمكن أن يكون سبباً في الإساءة للمستشفى، بل يؤكد الانضباط الذي نحتاجه وبشدة في كل مناحي حياتنا اليومية، ولا يرقى أن يكون سبباً في تعطيل هدا العمل الإنساني الذي يقدم الخدمات الجليلة لمن يحتاجها فعليا.ً قبل إثارة المعارك دون معترك يجب أن نراعي مصلحة المرضى والأطفال الذين يعانون أيما معاناة من مشاكل في القلب ترتفع كلفة علاجها ويصعب على الأغلبيه دفع تكاليف العلاج، بدلا عن إثارة المشاكل دون سبب، والله المستعان. ولكم التقدير. منال كرار