تغيرات كبيرة تطال الأشخاص ووظائف الجسم لديهم عند بلوغهم المرحلة العمرية الموصوفة بالشيخوخة، فالذاكرة الحديدية التي كان يتمتع بها أحدهم يطالها التدهور في أحيان كثيرة جراء العمر المديد، النسيان نفسه هو نعمة بالطبع لو استشرفنا النصف الملئ من الكوب، تماماً كما أن العمر الطويل لا يمثل نقمة. التحولات البيولوجية والنفسية في بنية وسلوك كبار السن. تجعل بعضاً من العجزة في مراحل عمرية معينة تكون لهم سمات الأطفال؛ مثل عدم التحكم في الانفعالات، بيد أن المهم هنا هو عدم الخلط بين مفهومي الشيخوخة وكبر السن، فالحقيقة أن ليس كل كبار السن يعيشون «الشيخوخة»، والأهم هنا هو أن هؤلاء «الشخوص» ارتباطنا بهم وجداني، وهم في دنيانا يمثلون البركة ومستودع الحكمة. «الأهرام اليوم» استطلعت البعض عن رأيهم في وضع المسنين بدور العجزة. إذ يقول الحاج محمد جار إن هذه المرحلة صعبة على الشخص المسن، لأنه يتأثر بعملية الإدارك والتركيز بنشاط خلايا المخ التي تطرأ عليها تغيرات تؤثر على نشاطه وفعاليته، لذا من الأفضل الاعتناء بهم في المنزل؛ لأن المسن يحتاج إلى أبنائه أكثر من أي شيء آخر في هذه المرحلة بالخصوص. وأشار علاء الدين محمد علي، إلى أن كل ما يقدمه الأبوان لأبنائهم منذ ولادتهم حتى زواجهم لا يمكن قياسه بمال أو بأي شيء آخر. ومن رأيي (أي زول يودي أبوه أو أمه لدار المسنين ده إنسان مريض يستحسن يمشي هو أولاً لطبيب نفسي)! في ذات السياق يقول مجدي محمد، إن مظهر الضعف الجسمي والأمراض المزمنة والإحالة للتقاعد وافتقاد شريك الحياة وابتعاد الأبناء عن الأسرة، كل هذا يشعر المسن بالغربة والخرف والحاجة للسند. لذلك يستحسن بأن يكون مع أسرته لكي يسترجع إحساسه بالأسرة بوجود أبنائه حوله وأحفاده. وأبان إبراهيم أحمد علي أنه يوافق لأنه توجد عناية كافية لهم من حيث احتياجاتهم الخاصة، ويقول إنه لا يستطيع أن يتولى المسؤولية لكثرة أشغاله، وأن زوجته ترفض تماماً لأنها لا تتحمل مسؤولية البيت والأبناء، لذلك من الأحسن أن تتولاه - المسن - دار المسنين. ويقول الدكتور محمد محمود، إن المسن تنتابه حالات البكاء والحنين إلى أحبائه ممن رحلوا، كما أن من الضروريات التي يحتاجها المسن كي يتجنب معاناة الشيخوخة، مثلاً أن تكون له اهتمامات أخرى، ويجب أن تكون له علاقات اجتماعية عدة مع الناس من كل الأعمار وليس مع المسنين فقط، والقيام ببعض الأعمال المسلية والممتعة بشرط ألا تكون مرهقة، وتجنب الشكوى والاعتراض ونقد الآخرين الأصغر سناً، وعلى الآخرين التعامل معهم بحذر لكي لا يجرحوا شعورهم.