منح الرئيس عمر البشير، القوات المسلحة ضوءاً أخضر للرد على أي استفزازات من قبل الجيش الشعبي في الحدود بين شمال السودان وجنوبه من دون الرجوع إلى أية جهة. وتمسك البشير بتبعية منطقة أبيي للشمال وقال لدى مخاطبته المعلمين مساء أمس (الثلاثاء) بصالة المعلم: إن القوات المسلحة لن تنسحب من منطقة أبيي، واتهم لجنة الخبراء وقضاة محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بالمرتشين، وأضاف البشير أن الخواجات - الذين وصفهم بعقارب الليل - يسعون إلى وقف إطلاق النار منذ مفاوضات السلام حينما يرون الهزيمة تقع على قوات الحركة الشعبية التي تحارب من أجل أجندة خارجية. وقال: ظللنا نتحلى بالصبر باعتبارنا الأخ الأكبر الذي تقع عليه المسؤولية. ووجه الرئيس اتهاماً لقيادات حكومة الجنوب بتبديد (12) مليار دولار من أجل منافعهم الشخصية ببناء المباني الفخمة خارج السودان وتحويل الأموال لأرصدتهم وتسليح الجيش الشعبي من دون مراعاة احتياجات الجنوبيين المغلوبين على أمرهم بحسب عبارات البشير، الذي اعترف بخطأ الحكومة في أن تضع ثقتها في الخبراء لتقديم تقريرهم حول ترسيم حدود منطقة أبيي. وقال إنهم لم يأخذوا بالوثائق التي قدمتها الحكومة واعتمدوا على خريطة رسمها ادوارد لينو - مدير المخابرات السابق في الحركة الشعبية - وقال البشير: رغم ذلك قبلنا بقرار المحكمة، ونحن لن نقبل بأي حل ينتقص من حقوق المسيرية في منطقة أبيي لأنهم مواطنون من درجة أولى، وكذلك الدينكا مواطنين، وهذا هو موقفنا مهما كانت النتائج ونحن غير طمعانين في (جزرة) أمريكا ولا خائفين من (عصايتها). وحذر الرئيس الحركة الشعبية من اغترارها بتدريب جيشها وتسليحه وقال: «نبهناهم الحرب إذا قامت، نحن ناس صيف العبور والميل أربعين وناس توريت». وأشار البشير إلى أن رسالة الحكومة الأولى كانت إغلاق الحدود بين الشمال والجنوب لمدة أسبوع مما جعل دول الجوار تضج بالصراخ لعدم وصول المواد الغذائية من الشمال. وقال الرئيس: «الرسالة التانية كانت دخول القوات المسلحة لأبيي وهنالك رسائل مفتوحة». وكشف البشير عن نمو تجارة تهريب الجنوبيين للشمال مقابل مبلغ (500) جنيه عبر الحدود مع اقتراب موعد التاسع من يوليو المقبل وقال: «لن تكون هنالك جنسية مزدوجة بعد التاسع من يوليو الجنوبي جنوبي والشمالي شمالي، ونحن أعطينا الجنوبيين فترة لتوفيق أوضاعهم». وكان البشير في مستهل خطابه قد أشاد بسياسة والي البحر الأحمر؛ محمد طاهر إيلا، (التعليم مقابل الغذاء)، التي أدت إلى تساوي عدد الطلاب مع الطالبات اللائي تم قبولهن لمرحلة الأساس في هذا العام، وتمسك الرئيس بسياسة التوسع في التعليم حتي إذا كان داخل (كرنك) أو (خيمة) أو تحت (ظل شجرة) بحسب عباراته. وافتخر البشير بناظر مدرسته الأولية في حوش بانقا محمد مالك الجزولي، وأشاد بمجهودات المعلمين ووجه ولاة الولايات بمحنهم الأولوية في صرف المرتبات وقال: «مرتبات الدولة متدنية من رئيس الجمهورية إلى أصغر موظف بفضل التوسع في الخدمات في السودان، ونحن نريد أن تكون الروح المعنوية للمعلمين عالية».