الأستاذ الشاذلي حامد المادح.. السلام عليكم ورحمة الله تتداول الصحف والمنتديات الأثيرية هذه الأيام مقترحاً للناشطة الكويتية «سلوي المطيري»، تنادي فيه بعودة مفهوم الجواري إلى حياتنا المعاصرة! وكان آخر ما قرأته حول المقترح موضوعاً تحت عنوان «هنيئاً للرجال»، للأستاذ عبد الباسط شاطرابي، في عموده تحت الغيم، بالأهرام اليوم عدد 7/6/2011. وكما يبدو فإن الموضوع يندرج تحت مفهوم «ملك اليمين»، حيث يرى بعض الفقهاء جواز الدخول بهن دون عقد نكاح. وهذا هو رأي الناشطة الكويتية، التي تقول أيضاً: إنَّ الجواري ليس لهن الحق في الميراث. حسب ما قرأت لها في مصادر أخرى. وهذا الموضوع ليس جديداً وتوجد حوله آراء متعددة على الشبكة العالمية للمعلومات. ولي رأي خاص حول المضوع (وأقول لي رأي خاص لأنني لم أقرأ أو أسمع هذا الرأي، بل توصلت إليه وأنا أقرأ سورة المائدة) والرأي كما يلي: 1. إنَّ «ملك اليمين» هي سبيَّة الحرب من دولة الكفر عند حربها ضد دولة الإسلام. أي أنَّ هذا هوالمورد الوحيد لملك اليمين، ولا توجد موارد أخرى كالشراء أو الاستقدام أوالانتداب! 2. اليوم، لا يجوزالدخول بملك اليمين دون عقد نكاح، ودليلي على ذلك الآية الخامسة من سورة المائدة، وهي: « الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ» إلى قوله تعالى: «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ». (لاحظ أن محصنين غير مسافحين تعني الرجال!). في هذه الآية لا نجد ذكراً لملك اليمين، كما أن الآية تشترط للدخول، بالمؤمنات أوالكتابيات، المهر (أجورهن) والعقد (محصنين). وهذه الآية وما قبلها هي آخر آيات أحكام نزلت يوم عرفة في حجة الوداع ولم ينزل بعدها آيات أحكام (حلال أو حرام) كما جاء في تفسير الجلالين. لقد أرسلت هذا الرأي إلى موقع (الإسلام سؤال وجواب) على الشبكة العالمية للمعلومات، وجاءني الرد بأن تعليقي قد وصلهم وتم إعطاؤه الرقم (162347) وأنهم سيردون عليّ بواسطة بريدي الإلكتروني ولكن للأسف لم أتلق منهم رداً حتى اليوم! كما أرسلت ذات الرأي لهيئة علماء السودان مُمثلةً في شخص أمين الشؤون العلمية للهيئة الأخ بروفيسر عبد العزيز مالك، وهو أيضاً وعدني بالتعليق ولم يعلق. أرجو أن يُنشر هذا الرأي وأن نتلقى حوله رأي الفقهاء لتعم الفائدة. وأحمد الله إن أصبت وأستغفره إن أخطأت. لكم تحياتي وشكري د.هشام محيي الدين جامعة جوبا { من المحرر: قضية الزواج هي العلامة الأبرز في حياتنا الاجتماعية وفي حياة أي شخص، ينتقل به من مرحلة إلى مرحلة أخرى تتصل ببناء الأسرة وتكوين عائلة، ونجد أن مئات الآلاف من الفتيات حرمن من سنّة الزواج وهناك من يقول إن نسبة البنات إلى الأولاد تصل إلى (3 - 1)، وفي إحدى القرى أجرى أحد الكهول إحصاءً للبنات والأولاد في سن الزواج فخلص إلى معادلة مذهلة، حيث أن مقابل كل شاب أربع فتيات مع فائض في البنات يصل إلى (19) فتاة، ويقال إنه أطلق مزحة لطيفة وهويدعو كل شاب في القرية ليتزوج بأربع، أما ال (19) فتاة فإنهم الكهول سيتزوجهن. { عموماً المشكلة في الزواج كبيرة جداً تحتاج جهوداً من الفقهاء والعلماء وحلولاً من المجتمع بكافة قطاعاته، بدلاًَ من أن يتسمر الجميع عند خانة الزوجة الواحدة ويتركون أكثر من مليون فتاة في السودان بدون زواج، ولذلك ليس من الحكمة ترك هذا الموضوع لبعض الأشخاص عديمي العلم والفقه ليطرحوا أفكاراً مسمومة أو مقصودة تهدف لضرب نسيجنا الاجتماعي وقيمنا وأعرافنا الإسلامية السمحة، فعلى مؤسساتنا الدينية الاهتمام بهذه القضية والتجاوب مع هذه الإسهامات والأطروحات التي تتصدى لمثل تلك الأفكار الدخيلة التي تطرحها أمثال هذه الناشطة الكويتية أو غيرها.