كشفت مصادر ل (الأهرام اليوم) أن (36) جثة قد تم نقلها إلى مشرحة الخرطوم لمتوفين في ظروف غامضة بمادة الإسبرت، معظمهم من المتشردين، فيما حجزت مستشفى الخرطوم نحو (5) آخرين هرب أحدهم بعد تحسن حالته الصحية، وتشير المتابعات إلى أن معظم المتوفين قد عثر عليهم بمناطق شرق الخرطوم، وكشف أحد أقرباء المصابين بأنه عثر عليه بمنطقة الرميلة مغشياً عليه وأنه قام بالاتصال بالشرطة التي قامت بنقله إلى مستشفى الخرطوم، موضحاً أن قريبه ليس متشرداً ولكنه يتعاطى مادة الإسبرت، وأضافت مصادر طبية أن الحوادث أعلنت حالة الطوارئ لاستقبال الإصابات وقد أجريت بعض عمليات غسيل الكلى، بيد أن معظمهم كانوا في حالة حرجة نتيجة التسمم، وحدد مؤتمر صحفي عقد بمحلية أم درمان أن الإحصائية بلغت (61) متوفى وهناك نحو (36) مصاباً، وأكد اللواء محمد أحمد علي أن إدارته لن تتهاون مع تجار هذه المادة، وطالب التجار بإعداد سجلات للمشترين والتعامل معهم بالبطاقة الشخصية، مؤكداً توقيف (4) متهمين على ذمة التحقيقات، وهدد معتمد محلية أم درمان أبو كساوي أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محالهم التجارية إذا لم يلتزموا بتلك الضوابط في تعاملهم مع مادة الإسبرت، فيما كشفت النيابة أنها في انتظار قرار المعامل الجنائية التي أخذت عينات من المتوفين. وقالت الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة أمل هباني ل (الأهرام اليوم) إن المجلس أجرى اجتماعات مع مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي، وقد كشف أن المتشردين بولاية الخرطوم الذين تم جمعهم بواسطة الشرطة بلغوا (3) آلاف متشرد سلموا منهم (1500) لذويهم و(800) متشرد داخل دور الإيواء التابعة للوزارة، موضحاً أن الإحصائيات التي وردت بالصحف غير حقيقية، وأضاف مدير مشرحة أم درمان في الاجتماع أن الجثث التي وصلت مشرحة أم درمان تبلغ (38) جثة وفي الخرطوم (19) جثة وبحري (9) جثث، موضحاً أنهم تعاطوا مادة الميثانول وهي مادة سامة إذا تم تحضيرها بتركيز عالي وتسمى (السم القولي)، مؤكداً أن الموجودين داخل المشرحة في سن (18 52) عاماً وليس بينهم أطفال، وأضافت هباني بأنها عقدت الاجتماع بمشاركة تجار هذه المادة والأطباء وأصحاب المصانع، وأشارت ل (الأهرام اليوم) أن هناك توجيهاً من رئيس الجمهورية للمجلس بوضع خطة إسعافية سريعة لحل مشكلة التشرد جذرياً، وذلك قبل حادث التسمم، وأن مجلسها قد تحرك وكون لجنة اجتمعت بالمنظمات الوطنية العاملة في مجال حماية الطفولة للتفاكر والتشاور لوقف حالات الوفيات وسط المتشردين، وقد باشرت اللجنة مهامها بالتعاون مع الشرطة، وأن الاجتماع خرج بإلقاء الضوء على الظاهرة والموقف الرسمي منه، معلنة أن مجلسها سيقوم بعمل وسط الأسر لإيجاد وسائل معيشية لهم وأنها قامت بجولة واسعة لمعرفة حقيقة موت المتشردين.