} يبدو أن السودانيين طووا ملف انفصال جنوب السودان واتجهوا بكلياتهم نحو وطنهم في نسخته الجديدة - بدون الجنوب - وصارت حساسيتهم عالية تجاه كل شيء يمس جزءاً من هذا التراب بحدوده وقضاياه الجديدة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ولا يقبلون - مهما كان - العودة ثانية إلى مربع الحرب ومن يتسبب في ذلك فإن لعنات شعب السودان ستلاحقه مثلما يحدث الآن للحلو من النوبة قبل غيرهم من مكونات الشعب السوداني، ومثل ذلك ينتظر عقار إن هو أقدم على تنفيذ مخططات دولة الجوار الجنوبي وينتظر خليل ومناوي وعبد الواحد الذين يشكلون محور الشر. } ماذا يريد هؤلاء؟ وهل هم حقيقة يحاربون من أجل مناطقهم أم من أجل مصالحهم؟ وهل كانت تجاربهم داخل حركاتهم وتجارب بعضهم مع السلطة هل كانت تعبر عن مصداقيتهم وإخلاصهم للشعارات التي رفعوها وحاربوا من أجلها أم أنها تجارب بائسة كشفت زيفهم وكذبهم ونفاقهم وخدمة بعضهم لأجندة الحركة الشعبية بالرغم من خداعها لهم طيلة عشرين عاماً من الكفاح والنضال الذي انتهى بهم لفصل جنوب السودان وقيام دولة الحركة الشعبية التي لا تشملهم ولا تمولهم إلا بما يحقق مصالحهم الشخصية ويخدم أجندتها وهي في ذات الوقت تسجن قياداتهم وتقتلها وتلزمها بالإقامة الجبرية كما حدث لتلفون كوكو ويحدث الآن ل(كودي) وتماطل في توفيق حقوق ومعاشات أبناء النوبة والنيل الأزرق الذين عملوا في صفوف جيشها لأكثر من عشرين عاماً، وبالرغم من كل ذلك لا زال الحلو وعقار يأتمران بأمرها وينفذان مخططاتها بالكامل دون أن يلتفت الواحد منهم إلى مسؤولياته ويطالب بحقوق من هم تحت إمرته وفي مقدمتها حقوق جنودهما وثانيها تعاطيهما مع الواقع الجديد والعمل مع الحكومة في الخرطوم لأجل استكمال السلام والإستقرار والتنمية في البلاد بعيداً عن الدولة الأجنبية الجديدة التي رمت بهم وبقضيتهم واتجهت بالكامل نحو بناء دولتها لا سيما أن الخرطوم تحرص على بناء الثقة معهم ومشاركتهم في السلطة والثروة ولكنهم يشيحون عن كل ذلك ويتجهون لإعادة ذات السيناريو من جديد ولكن فات عليهم أن الحكومة اليوم هي ليست الحكومة أمس فهي الآن أكثر قدرة وقوة من أي وقت مضى وأن جنوب كردفان والنيل الأزرق ليستا مثل الجنوب الذي يمكن أن تزهد فيه حكومة الشمال وأن الحكومة لن تسمح باقتطاع أي جزء آخر من البلاد ويضاف إلى ذلك أن الحكومة تملك أغلبية ساحقة بتلك المناطق يمكن أن تجعلها تحتفظ بها عبر الصندوق الانتخابي ولذلك فإن أي تحرك في هذه المناطق ستقابله الحكومة برد فعل لن يستطع عقار أو الحلو احتماله. } وفي جبهة دارفور فإن تجربة (مناوي) في الحكم لم تكن تساعد على تنمية وإعادة إعمار دارفور في ظل تبديد الأموال وصرفها بعيداً عن الرقابة والضوابط المالية مما عطل الكثير من البرامج والأنشطة التنموية والعمرانية كما أن الرجل لم ينجح في قيادة دفة السلطة في دارفور لضعفه السياسي والفكري وقد عجز حتى عن الوفاء بخطوات دمج قواته وفق بروتوكول الترتيبات الأمنية أما شريكه الثاني في محور الشر عبد الواحد محمد نور الذي وقع اتفاقاً معه لتنسيق جهودهما العسكرية والسياسية فإن سجله حافل بالظواهر والسواقط السياسية والعسكرية والاجتماعية وهو الأضعف عسكرياً من بين كافة قيادات التمرد في دارفور ولذلك يرتمي بكلياته في أحضان إسرائيل والأجندة الغربية ويطرح لحل الأزمة شروطاً تعجيزية وكأنه يجد في حياة التمرد في فرنسا مقاماً أفضل بالنسبة له من الوفاء بكامل حقوق أهله في دارفور أما ثالث الأشرار في دارفور خليل إبراهيم فهو يرفض كافة الحلول حتى وإن كان في مقدمتها منصب الرئيس دعك من منصب نائب الرئيس إن لم تسمه تلك الحلول شاغلاً لذلك المنصب وهو الذي يرفض مفاوضة أية حركة أخرى غير حركته. } ماذا يريد هؤلاء الأشرار وأحدهم يحكم ولاية كاملة وثانيهم حكم ولاية أخرى خسرها عبر صندوق الانتخابات ويعده هارون بالمشاركة هو وزمرته أما ثالثهم عرمان فقد اختار مساراً لن يتركه أبداً (أخير تقنعوا منو) أما ثالوث دارفور فإن وثيقة الدوحة أعطت ولم تستبق شيئاً لأهل دارفور ولكن ما يريدونه هم هو ما يؤخر نهاية معاناة أهلنا في دارفور.