وقعت الحكومة وحركة التحرير والعدالة عصر أمس بالدوحة على الوثيقة النهائية لسلام دارفور بعد تأخر لحوالي ساعتين بسبب خلافات حول بعض بنود الاتفاق في التسمية الخاصة بالسلطة في إقليم دارفور، وأصرت الحركة على أن تكون التسمية للهيكل التنظيمي وزراء بدلاً عن مفوضين في السلطة الانتقالية لإقليم دارفور، وتجدر الإشارة إلى أنه لم تتم تسمية منصب نائب الرئيس في الوثيقة باعتباره منصبا قوميا حتى ولو تم منحه لأهل دارفور. وكشفت مصادر (الأهرام اليوم) أن التجاني السيسي مرشح لمنصب رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور، ونقلت عن بعض قيادات المؤتمر الوطني رغبتها في منح منصب نائب الرئيس لشخصية عامة من أهل دارفور. وجرى التوقيع بعد مخاض عسير من المفاوضات التي استمرت 16 شهرا منذ توقيع الاتفاق الإطاري في 18 مارس 2010م، وكادت تتعطل عملية التوقيع على الوثيقة لولا تدخل وزير الخارجية القطري الشيخ ووزير الدولة أحمد بن عبد الله، ونزلت الحكومة إلى الرجاءات القطرية وقبلت بتسمية وزراء بدلا عن مفوضين في تسميات السلطة الانتقالية لدارفور. يذكر أن التجاني سيسي كان قيادياً فاعلا في حزب الأمة القومي وموظفا كبيرا في الأممالمتحدة قبل أن يلتحق بحركات دارفور. { مشاركة البشير وأمير قطر ورؤساء أفارقة وتم التوقيع بحضور الرئيس عمر البشير والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ومشاركة الرئيس التشادي إدريس ديبي والإريتري إسياس أفورقي ورئيس جمهورية بوركينا فاسو بليز كمباوري ورئيس وزراء جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أركنيج ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية إثيوبيا هايلي مريم ديسالغن، كما حضر الاحتفال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ونبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية وأكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي وإبراهيم قمباري ممثل الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة بدارفور. وبلغ وفد الحكومة 150 شخصا من بينهم وزراء اتحاديون، كما ضم الوفد كافة الوزراء الاتحاديين والولائيين من أبناء دارفور، وشارك في الحفل أيضا 400 شخص من داخل وخارج السودان. { تهليل وتكبير وقبل التوقيع على الوثيقة، كانت الهتافات تعلو داخل قاعة الحفل، حيث هلل وكبر البعض لحظة دخول وفد الحكومة، بينا هتف البعض لحظة دخول التجاني سيسي (ثورة ثورة حتى النصر) في حين كان منسوبو منظمات المجتمع المدني يرددون ( سلام سلام دارفور سلام)، كما تلقى الوسيط القطري وزير الدولة بالخارجية أحمد بن عبد الله الإشادة والتهاني في خطب المتحدثين في الحفل. { غازي وسيسي يوقعان الاتفاق ووقع عن الحكومة د.غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور وعن التحرير والعدالة رئيسها الدكتور التجاني السيسي فيما وقع كل من جبريل باسولي وإبراهيم قمباري عن الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، وأحمد بن عبدالله آل محمود عن دولة قطر راعية المفاوضات. { الرئيس: توحدت إرادة السلام ونجدد العزم على طي الأزمة وفي كلمته قال الرئيس البشير: "إننا نلتقي بالدوحة وقد توحدت الإرادة نحو السلام وتجدد العزم على طي صفحات الأزمة في دارفور باعتماد الأطراف للوثيقة والتوقيع على الاتفاقية وملحقاتها، مذكرا بأن هذه الوثيقة نالت تأييد أصحاب الشأن جميعا في دارفور"، وأضاف أن مغزى اعتمادها يتجاوز كونه اتفاقا محصورا بين طرفين، وأردف: "إنه اتفاق لمواطني دارفور والسودان جميعا". وزاد: "إننا بين يدي عهد وفجر جديد لأهل دارفور، نقبل عليه جميعا بإرادة وتصميم على تجاوز أيام الحرب والدمار واستقبال أيام الاستقرار والإعمار وتلقي علينا هذه المرحلة الجديدة جميعا مسؤولية متعاظمة وعلى أهل دارفور على نحو خاص". { أمير قطر: انقسام الحركات من التحديات التي واجهت الوساطة من جانبه قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: "لا يخفى عليكم التحديات والصعاب التي واجهت الوساطة منذ أول يوم وأهمها انقسام الحركات الدارفورية وعدم اتفاقها على موقف تفاوضي واحد مما أخر كثيرا من الوصول إلى حل مبكر للنزاع، ولكن وبفضل الله ومساهمة شركائنا الإقليميين والدوليين استطاعت الوساطة أن تحقق بعض الإنجاز في درب توحيد الحركات". { (الأهرام اليوم) تنشر وثيقة السلام وعلمت (الأهرام اليوم) أن وثيقة الدوحة تنص على إعادة حيازة الأراضي للنازحين واللاجئين، على أن يتم تعويضهم على نحو عاجل وكاف عن الخسائر والأضرار التي تكبدوها أثناء فترة الحرمان. كما تشدد الوثيقة على مبدأ العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى ديارهم الأصلية مع تهيئة الظروف المناسبة للعودة. { غازي صلاح الدين: جنينا الثمار وقال الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس مسؤول ملف دارفور في كلمته: "إننا نجني اليوم ثمار جهود إحلال السلام في دارفور"، متمنيا أن يكون سلاما دائما لحل المشكلة من جذورها. وقال غازي إن اتفاق الدوحة هو المرحلة الأخيرة من سلام دارفور، ورحب بشراكة الحكومة مع حركة التحرير والعدالة، ودعا الحركات الأخرى التي تخلفت عن الالتحاق بهذا الاتفاق إلى الانضمام إليه. { التجاني سيسي: دارفور ملك للجميع واستعرض رئيس حركة التحرير والعدالة التيجاني سيسي في كلمته تطورات الصراع في دارفور والعوامل المحلية والدولية والإقليمية التي أججته، ولفت إلى أن قضية دارفور ملك للجميع وليست حكرا على أسرة أو إثنية، ودعا بقية الحركات الدارفورية إلى الانضمام إلى الاتفاق الذي قال إنه يسع الجميع. وترفع السيسي في خطابه الذي سحب به الأضواء خلال الاحتفال من الرد على الاتهامات التي طالته وقال: "صبرنا على الأذى من قبل أناس كثر – في إشارة منه إلى الحركات الرافضة للتوقيع – وكان بمقدورنا أن نرد عليهم ودارفور ليست ملكاً لأسرة أو قبيلة وهي ملك للجميع". وأضاف: "نحن لم نلجأ إلى إقصاء أحد وليس هذا ديدننا ولكل مواطن في دارفور الحق في السلطة والثروة".