استضاف منتدى جمال محمد إبراهيم بالتعاون مع المكتبة الوطنية في قاعة النادي الدبلوماسي بالخرطوم الشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم للحديث عن: «التنوع والتمازج في تجربتي الحياتية والشعرية»، حيث عقب عليه الأستاذ خالد موسى، فيما أدارها السفير الدكتور نور الدين ساتي، وذلك بحضور وكيل وزارة الخارجية الأستاذ رحمة الله محمد عثمان، وعدد من السفراء والمهتمين بتجربة الشاعر محمد المكي إبراهيم. بداية تحدث محمد المكي إبراهيم عن نشأته في مدينة الأبيض وأعطى صورة حية لهذه المدينة والسمة التي تتميز بها من تعدد بشري وتنوع قبلي، إضافة إلى السمة العالمية التي اكتسبتها مدينة الأبيض من خلال تجارة الصمغ العربي، وأكد في سباق حديثه أن هذا التنوع يمثل ظاهرة ملموسة أعطت مدينة الأبيض حضوراً اجتماعياً وثقافياً كبيراً قياساً بمدن السودان الأخرى، الأمر الذي انعكس على التجربة الحياتية والشعرية لمحمد المكي إبراهيم وأصبح تأثيره واضحاً. ثم تعرض للحديث عن رحلاته خارج الأبيض بواسطة شاحنة اسمها (اللوري) وقال هو أحد روافد الحضارة الغربية في ذلك الزمان، فسافر إلى جبال النوبة ومناطق النهود والأضية وأبيي، وأعطى وصفاً دقيقاً لتلك المناطق وحضارتها وتأثير ذلك على حياته وإكسابه المعرفة، وذكر أنه أتيحت له فرصة زيارة جنوب السودان وأشار إلى أنه تعرف على أشكال وأقوام وقبائل السودان الجنوبية وعادات وتقاليد أهلها ذاكراً عدداً من المواقف الجميلة التي واجهته هناك. وفي ذات السياق ألقى الشاعر محمد المكي إبراهيم الضوء على مشكلة جنوب السودان، وتحدث بأسى بالغ عن انفصال الجنوب عن الشمال. وقال رغم ذلك إن هنالك الكثير من السمات الثقافية المشتركة بين أبناء الجنوب والشمال، وكشف أنه عقد صداقات كثيرة مع بعض الإخوة في منطقة أبيي منهم فرانسيس دينق وآخرون، وقال الشاعر محمد المكي إبراهيم قد كتبت قصيدة واحدة بعنوان: «فرحتي في حديقة شوق قديم»، وذلك من خلال الجهود التي بذلها الدكتور منصور خالد وزير الخارجية في حكومة مايو، ومحادثات أديس أبابا التي تمخضت عن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب في ذلك الوقت. ثم انتقل للحديث عن مشكلة دارفور، وأكد محمد المكي إبراهيم أن إحساسه بمشاكل السودان كان قوياً الأمر الذي قاده إلى كتابة قصائد وصفها بالمؤلمة. وفي تعقيبه قال الأستاذ خالد موسى إن الشاعر محمد المكي إبراهيم منذ أن صفعنا بكفه كان يقذف بآهات الشاعر ابن الملوح في دولة الشعر، ويرى أن محمد المكي هو من الذين حببوا إلينا أكتوبر وما أنتجته من أدب وأغاني وكان له القدح المعلى في ذلك، وحسب قوله إن أشعاره مليئة بالأغاني والأهازيج، إضافة الى أن محمد المكي شاعر متعدد المواهب ويمثل جيلاً مفصلياً استطاع أن يرسم لنا لوحة زاهية في تاريخ الخارطة الثقافية، وكشف الأستاذ خالد موسى أن لمحمد إبراهيم خاصية مميزة في أغانية وهو لديه استقامة فكرية وفنية، ويرى أن قصائده تمثل حجر الزاوية في مدرسة الغابة والصحراء. وأيضاً تحدث الأستاذ السفير جمال محمد إبراهيم من منظور سياسي عن تقاطع المثقف مع السياسي، ولخص أن ما حدث الآن لخارطة السودان الجغرافية هو نتيجة قمع صوت المثقف السوداني. يذكر أن الشاعر محمد المكي إبراهيم في هذه الأمسية قد قرأ عدداً من قصائده المنشورة التي وجدت تصفيقاً حاراً من الحضور.