بدون إستراتيجية لن تستطيع أمة أن تنهض مهما أوتيت من الموارد وما نعنيه بهذا الحديث ليست تلك الإستراتيجية التي تكمل خططها خطة بعد خطة دون أن تخرج علينا بتنفيذاتها ودون أن تثير حتى اهتمام المواطن العادي ولهذا فإن الجهد المطلوب ليس ذلك الذي نضيعه في صياغتها وإنما الحملات الإعلامية والأنشطة التوعوية التي تبصر الناس بأهميتها ولو خسرنا في ذلك عشرات السنوات ومن ثم نبدأ في وضع إستراتيجيتنا ومن جانبي أتبرع بفكرة مماثلة لذلك البرنامج الإذاعي الذي يقدمه د. عبد القادر بإذاعة البيت السوداني ويتناول فيه المفاهيم الغذائية حتى استطاع هذا البرنامج إحداث تطور كبير في سلوك السودانيين الغذائي ومن هنا أقترح على القائمين بأمر الإستراتيجية بالبلاد والأجهزة الإعلامية إنتاج برنامج إذاعي بذات المواصفة والمعالجة والرؤية الإخراجية لبرنامج د. عبد القادر وبذات المؤهلات ولكن في جانب الإستراتيجيات ليبصر الشعب السوداني بأهميتها وضرورتها عبر مفاهيم مبسطة وحوار تفاعلي مع المستمعين. دخول قنوات سودانية جديدة هي في حدها الأدني تجعل اسم السودان يتكرر أكثر مع الريموت وهو يتنقل بين القنوات لكل مشاهد عربي أو أجنبي أو حتى سوداني ولكن ما أخشاه خروجها من التصفيات الأولية حين يعجزها سداد الأجرة الشهرية لحجوزات الحيز من الأقمار الصناعية التي تبيع هذه الخدمة للقنوات الفضائية وقد خسرنا من قبل الأمل وهارموني فالتحية لقناتي الخرطوم وأم درمان ونتمنى لهما التوفيق والثبات وإحداث إضافة نوعية من الثقافة السودانية للمشاهد. عقار يريد أن يبعث له البشير علي عثمان أو نافع ليتباحثا مع قيادات من الحركة الشعبية ثم يرفع الأمر لهما (عقار والبشير) كمؤسسة رئاسة جديدة بعد خروج سلفاكير ودولته. هذه دعوة نفضل عليها الحرب لأنها تنم عن إذلال لشعب السودان وبالونة اختبار لجولة جديدة من العك والمؤامرات والنيل من هذا الوطن وفي المقابل يتهيأ عرمان لزيارة إسرائيل وإن نفى ذلك ولذلك فإن الأمور أكثر وضوحا إما أن نواجهها بحزم أو ننتظر الهوان الأكبر. كثير من الناس يشغلون أنفسهم بما يحدث من غلاء وندرة للمواد والسلع بدولة جنوب السودان ويشغلون أنفسهم بما يحدث من اغتيالات وتجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان وينسون في ذات الوقت أن دولة الجنوب لم ترق بعد إلى مستوى المعايير التي يمكن أن نحاكم بها أية دولة محترمة ولذلك ليس من الضروري أن نتعامل مع قضايانا بمثل ما يتعاملون فالسودان وجنوب السودان فرق شاسع. بالأمس تلقيت تنويرا من محاضر جامعي عن حجم الموارد التي يتمتع بها السودان وهي لعمري كافية لتنطلق بالسودان إلى مصاف الدول المتقدمة والناهضة وهي موارد متنوعة وبمعدلات كبيرة ويكاد يكون كل مورد موجود بدءا بالمعادن والنفط والغاز والثروة الحيوانية والسمكية وتنوع المناخات والأراضي الخصبة وتوفر المياه بكافة توزيعاتها ويضاف إلى كل ذلك الموقع الجغرافي ولم يعد أمامنا غير استثمار هذه الموارد والصبر على البرامج التي تعمل فيها الدولة وصولا للرفاه وكمال التنمية والنهضة الشاملة ويجب أن يكون ذلك همنا الأول والأخير. المواجهة مع الصلف الأمريكي هي أنجع الوسائل للنجاة من المكر الأمريكي الإسرائيلي لا سيما أنه قد تأكد لنا أن أمريكا تكذب علينا ولن تفي بوعودها مع السودان وأنها تمضي في مخطط إسرائيلي يتعامل مع السودان باعتباره مصدر قوة للأمة العربية وقد نجحت هذه السياسية من قبل وجعلت أمريكا تغير في سياستها مع السودان وقد عشنا عقدين من الزمان تحت الحصار الأمريكي والحمد لله أنجزت بلادنا ما عجزت عنه حكومات سابقة كانت تتلقى الدعم الأمريكي وهذه السياسة التي بدأ السودان معاودتها جعلته يعتمد على نفسه ويبني قدراته وينطلق في مشروعاته بنجاح وتوفيق. التهنئة للإخوة القراء بحلول شهر رمضان المعظم ونسأل الله أن يجعله شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار وشهر فتوحات لأمتنا السودانية في كافة مناحي الحياة.