الفنان محمود عبدالعزيز علامة فارقة في مجال الأغنية الشبابية عبر أداء جاد ومتوازن بعمق التطريب والمتعة ولديه (إستايل) خاص يحاول أغلب الفنانين الشباب السير على هداه. ٭ وما يربطني بمحمود ليس علاقة صحافي بفنان إنما هي علاقة منذ نعومة أظافرنا حينما كنا في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون حيث توجد الرعاية الفنية الكاملة.. وتجمعنا أواصر العلاقات الأسرية من أخوة وإلفة ومحبة واحترام وإحقاقاً للحق فلقد وقفت معه في بداية مسيرته الفنية في وجه الحملة والهجمة الإعلامية التي استهدفته في ذلك الوقت وأذكر أنني كتبت في بداياته الفنية (تذكروا هذا الاسم جيداً سيكون له مستقبل) ولم يخب ظني وخاب ظن الكثيرين فيه ولم يستوعب الجميع تجربته في حينها وإدراكي لموهبة محمود اكتشفتها لملازمتي له ومما لا يخفى على أحد أن أول تجربة غنائية خاصة لمحمود هي أغنية (عمري) للشاعر مختار دفع الله من ألحان الأستاذ هاشم عبدالسلام كانت عن طريق شخصي الضعيف وظهرت معه في عدة برامج تلفزيونية آخرها سهرة (ليالي النغم) التوثيقية للحديث عن تجربته الفنية وأدرك جيداً أن الجميع كان يستغرب لوقفتي هذه وهو ما زال في طور التجريب وفي بداية الطريق واتهموني بالانحياز إليه دون الآخرين بحكم ما سبق من علاقة. أنا أسرد هذا الحديث لقناعتي بأن محمود يحتاج إلى التبصير وإلى ضوء أخضر ينفذ من خلاله إلى الآفاق الرحبة لأنه يمتلك خامة متفردة يمكن أن تصنع الإضافة في الأغنية السودانية وإن مسألة الإطراء والاحتفاء أحياناً تلقي بظلال سلبية على مسيرته الفنية. ومحمود فنان يتأرجح مداً وجزراً ويمر بفترات أحياناً يخبو فيها نجمه وأحياناً يتوهج. وأعتقد أن الذين يصنعون هالة من التمجيد والإطراء يحفظ لهم التاريخ أنهم حاربوه بقسوة في بداياته ولكن أرى أن محمود قد تجاوز من سانده في بداياته ولست وحدي من الذين تجاوزهم محمود بل هناك الكثيرين منهم أحمد الريس مدير مركز شباب بحري والملحن عبدالله الكردفاني وصلاح بن البادية وأولاد أبوعزبة والمخرج شكر الله خلف الله وعبدالخالق محمد عثمان وأحمد الصاوي وآخرون وهذا ظهر جلياً في استضافته في قناة الشروق عبر برنامج (مع محمود) من تقديم المذيعة ريهام عبدالرحمن التي لم توفق في وضع أسئلة مناسبة ولقد جاء الإعداد ضعيفا ولا أظن أن ما سرده محمود من حديث يمثل سيرته الحقيقية والشكل الذي ظهر به محمود وارتداؤه لنظارة سوداء وأداؤه الفاتر وإجاباته المتقطعة التي تفتقد المنطق ولا تحكي عن محمود الذي أعرفه. وحتى يستفيد هذا الفنان الشاب من حصيلة سنوات ثرة بالعطاء والفن يجب أن نحاسبه إن شعرنا بالتقصير وهذا واجبنا وأن نرفع له القبعات إن أجاد ونجح.