ما زال المواطن السوداني البسيط الغلبان يبحث عن السكر بالرغم من تجاوز العشرة أيام الأولى من رمضان.. فالبحث ما زال جارياً رغم ارتفاع أسعاره وتجاوز جواله المستورد ال«220» جنيهاً. نعم سكر مستورد من دول أقل منا بكثير من ناحية الموارد والإمكانيات فكيف إذاً وصلت هذه الدول مرحلة التصدير بعد أن حققت الاكتفاء الذاتي وهي ذات اقتصاد «بسيط» وإمكانيات أقل مقارنة بدولة السودان.. دولة السودان التي سميت بدولة السكر وهي تحتضن «5» مصانع ومصانع أخرى في الطريق، فحتى وإن دخل مصنع سكر النيل الأبيض دائرة الإنتاج يوم 11/11/2011م الساعة 11 كما أكد ذلك عوض الجاز وزير الصناعة فإن السودان سيظل يستورد السكر في رمضان المقبل وسيختفى من المتاجر والبقالات، فالإنتاج المتوقع لسكر النيل الأبيض كبداية أولية 250 ألف طن ليكتمل حتى يصل إنتاجه 450 ألف طن. فحتى وإن تحقق الاكتفاء الذاتي من سلعة السكر فإن السودان سيظل يستورد والسبب غير معروف، كما أن الأسعار ستتصاعد في ظل «الندرة» ودونكم الثروة الحيوانية، فالسودان الدولة رقم «1» عالمياً في إنتاج الثروة الحيوانية ويكاد يكون كل بيت في الولاياتالمتحدة ذات الثقل الحيواني ملئ بالخراف والمواشي بأنواعها المختلفة. أيضاً كذلك كل شارع وكل (ملف) مليء بالمواشي، خاصة مع اقتراب عيد الأضحية رغم الوفرة فالأسعار مرتفعة حتى وصل كيلو الضأن 30 جنياً والعجالي 20 جنيهاً. اذاً لم نستفد من الوفرة والإنتاج الكبير والدولة رغم «1» في إنتاج الثروة الحيوانية وكأننا ما زلنا نستورد اللحوم، بل الدول التي تستورد اللحوم من السودان فإن اللحوم التي يتم استيرادها من السودان أسعارها منخفضة مقارنة بأسعار السودان نفسها، فالصورة عندنا كما قلت دائماً مقلوبة. فحتى السكر الذي يتم تهريبه من السودان لدول أخرى يباع باسعار اقل بكثير من الاسعار بالسودان. والغريب في الأمر ان معظم السلع التي تهرب من السودان يعاد تصديرها للسودان مرة اخرى، فالصمغ العربي السوداني يهرب ويتم تعبئته مرة اخرى ويحذف منه كلمة صنع في السودان باسم الدولة التي وصلها التهريب، القطن كذلك وجد طريقه للتهريب كذلك بعد ان كان السلعة ذات الطابع التصديري الوحيدة التي لم تعرف التهريب طريقها اليها، الآن بدأ التهريب وهكذا سنفقد الكثير الكثير بسبب التخزين والتهريب والفوضى والاحتكار فلماذا لا نحاسب التجار المخزنين والذين يتسببون بطريقة أو بأخرى في ارتفاع الاسعار بسبب جشعهم. فتجار السكر معروفون ومدونون تماماً لدى وزارة المالية فالمعرفة تؤدي إلى المعرفة الحقيقية للتجار الذين يقومون بالتخزين والاحتكار والفوضى وخلق «البلبلة» في اوساط المستهلك حتى يضطر المستهلك إلى شرائه بالسعر الخرافي الذي يتم عرضه من خلالها. فالخرطوم تعاني ويلات الارتفاع في كل شيء فما بالك بالولاياتالمتحدة، القادمون من هنالك يحكون مآسي وحكايات تحكي عن الواقع المرير الذي تعيشه الولاية وانسانها ولكنهم صامتون هم في شهر الخير والبركة. البعض يضطر للشراء رغم الارتفاع والآخر امتنع بسبب ضيق ذات اليد ويسألون الله الفرج وحكومتنا صامتة لا تحاسب من تسبب في ذلك صامتة وهي تعلم تماماً من وراء هذا الاحتكار، فحتى المستورد من السكر بات يتم تخزينه بالرغم من ان الحديث حوله يؤكد انه سكر «ضارب» يا سبحان الله. رمضان على وشك المغادرة وسيظهر السكر بعد ان يغادر الشهر الكريم وتمتلىء «البترينات» والمحال التجارية به لنتحدث بعد ذلك عن اغراقنا للاسواق بالسلعة التي ارتبطت حاجة المواطن الماسة بها في رمضان كأكثر شهر يكون استهلاك السكر فيه كثيراً . ارحمونا يرحكم الله