استقبل رئيس المجلس العسكري المصري أمس «الخميس» المشير حسين طنطاوي، مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع والوفد المرافق له، وتناول اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين في العديد من المجالات وتنمية الشراكة المصرية السودانية من خلال عدد من المشروعات الاقتصادية والتنموية بين البلدين. وقال السفير السوداني بالقاهرة كمال حسن علي في تصريح خاص ل (الأهرام اليوم) أنه تم التوجيه بمعالجة أمر معبر «دنقلا – قسطل» الذي يربط مصر بالسودان وتكملة ماتبقى منه مشيرا إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى الوقوف على آخر مستجدات الأوضاع بالسودان. وكان مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل قد التقى ائتلاف شباب الثورة مساء أمس الأول وأجمع عدد من ممثلي الائتلاف في اللقاء على أنهم كانوا مغيبين عن السودان في فترة الحكم السابق، وأن العلاقات كانت محصورة على الجانب الرسمي فقط، مؤكدين أن الفرصة متاحة الآن بين الشعبين لتحقيق علاقات متكاملة، وتساءلوا عن المعوقات التي تحول بين إتمام الطرق بين البلدين، وأبدوا الرغبة في تحويل الحديث عن الاستثمار والاقتصاد بين البلدين إلى واقع معاش على الأرض، كما أبدوا انزعاجهم الشديد من انفصال جنوب السودان، وحملوا الحكومة مسؤولية هذا الانفصال. لكن الدكتور مصطفى عثمان أكد أن الحكومة ظلت حريصة على الوحدة إلى آخر وقت، وأن الانفصال كان رغبة أهل الجنوب، وأوضح للشباب أن حديث المعارضة السودانية عن أننا السبب في هذا الانفصال حديث خاطئ، وأن المعارضة أقرت الانفصال عندما وافقت على حق تقرير المصير في أسمرا عام 98، وقال من حق أي معارض في السودان أن يقول لا للحكومة، ولكن ليس من حقها أن تنقل معلومات مغلوطة عن الأوضاع بالبلاد، مضيفا أن الأحزاب في السودان تمارس دورها بكل حرية، وأن الحوار مستمر مع الجميع وفي دارفور، وطالب الشباب دكتور مصطفى بالإفراج عن المعتقلين وأن هناك تنظيمات سودانية معارضة تطالب بذلك، وتحدى عثمان هذا الحديث وقال أحضروا إلي اسما لمعتقل واحد وسنفرج عنه فورا، ونصح الشباب بعدم السماع لطرف واحد في أية مشكلة حتى يستقيم لديهم الأمر. وواصل الوفد لقاءاته حيث أقام المرشح المحتمل للرئاسة المصرية الدكتور أيمن نور مأدبة سحور على شرف الوفد دعا فيها عددا من الشخصيات المصرية المهمة من فنانين وإعلاميين وشخصيات سياسية وعامة، وناقش اللقاء تطوير العلاقات السودانية المصرية والمشاكل التي تواجه السودان بعد الانفصال، فضلا عن مشكلة مياه حوض النيل، واتفق الحضور على ضرورة أن تكون مصر والسوادن بلدا واحدا والمستقبل يحتم تعاونا وتكاملا بين الطرفين يصل إلى حد الاندماج. كما التقى وفد الوطني حزب التجمع المصري وقياداته ودار في اللقاء حوار فكري شرح فيه الدكتور نافع التزاوج بين النظريات الإسلامية والفكرية، وتطرق اللقاء أيضا إلى الدين والدولة والمواطنة والهوية، وشرح نافع أنه من حقنا أن نقول ما نعتقده، ولكن عندما يقول الشعب شيئا علينا أن نحترمه، واستمتعت قيادات التجمع بالمرافعة الفكرية للدكتور نافع وحرصوا على مواصلة الحوار في الخرطوم بعد تلبية الدعوة لحضور مؤتمر الحزب في نوفمبر المقبل. وزار الوفد أيضا الهيئة القبطية الإنجيلية. كما التقى د. نافع قيادات حزب الوفد صاحب دعوة وفد المؤتمر الوطني إلى القاهرة وناقش الجانبان مستقبل العلاقة بين مصر والسودان.