} الجميع ينتظر القوات المسلحة لحسم معركة النيل الأزرق وكأن الحرب عمليات عسكرية فقط وهم يغضون الطرف عن عمليات مهمة يحتاجها حسم المعركة تتصل بالنواحي الإنسانية والإعلامية حتى لا تشكل هذه الجوانب مدخلا لخسارة الحرب في نهايتها حتى لو كسبتها القوات المسلحة في ميدان المعركة في الكرمك وباو ودندرو وقيسان. } هناك أعداد كبيرة من المتأثرين بالحرب نزحت إلى ولاية سنار وهناك عشرات الآلاف ما زالوا في مساكنهم داخل الدمازين وأطرافها في حاجة ماسة للغذاء والصحة بكافة أنواعها من صحة بيئية وإنجابية وعامة تتصل بانتشار عدد من الأمراض كما أن ولاية النيل الأزرق في حاجة ماسة لأعداد مقدرة من الكوادر الطبية في مختلف التخصصات بالذات للمستشفى المركزي بالدمازين لا سيما أن الهارب عقار لم يعمل طيلة سنوات حكمه في تنمية هذا المستشفى وتطوير الخدمات الطبية فقد كان يوجه كل إمكانات الولاية لخدمة جيوشه ومملكته التي تضم في داخلها الكثير من العقارات والسيارات بكافة أنواعها بما في ذلك الهمر ولذلك فإن حسابات هذه المعركة لابد أن تدخل فيها أن الجميع أمام ولاية كانت مهملة من قبل واليها وينقصها الكثير الكثير من الخدمات والبنيات في كافة المجالات. } من المهم تحرك الدولة بكافة مؤسساتها وفق خطة مدروسة وإدارة أنشطة إنسانية مكثفة تستجيب لكافة احتياجات النازحين ومواطني الولاية بدلا عن هذه النفرات العشوائية التي ربما تكثف جهودها في اتجاه الغذاء مثلا ويتراجع دورها تجاه احتياجات أخرى الناس هناك في أمس الحاجة إليها وكذلك لابد من تفعيل نشاط المنظمات العربية والإنسانية عبر جهود حقيقية تقوم بها وزارة الخارجية حتى لا يشعر إنسان ولاية النيل الأزرق بحاجة إلى منظمات أجنبية هي كما نعلم أس البلاء وسبب كل هذه البلاوي التي تعاني منها بلادنا ومن الأفضل عدم السماح لها بالعمل في أي شبر من السودان وبالذات الجنوب الجديد ودارفور والشرق لأنها بصراحة تحمل مخططات خطيرة خطيرة لفصل هذه الأطراف عن الوطن الأم ولهم برامج دقيقة للتشويش على إنسان هذه المناطق وإثارة النعرات والجهويات والأزمات. } الناس في هذه الولاية ينظرون لأنفسهم بأنهم ضحايا مخطط كبير يستهدف السودان بكامله وضحايا صراع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بالرغم من أنهم يدركون تماما أن عقار هو من يعمل لزج ولايتهم إلى أتون الحرب ويرفض كافة الحلول وأن تجربته مع الحكم لم تكن ذات عائد لإنسان الولاية ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن أي تهاون في سد النقص والاستجابة لاحتياجات الناس الملحة في الولاية ومع مرور الزمن سيجعل المعادلة تنقلب على الحكومة في أنشطة دعائية مسمومة تنشط فيها كوادر الحركة الشعبية وسط النازحين لاسيما وقد سمعنا أن أحد كوادر الحركة الشعبية ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه يقوم ببث الشائعات وسط النازحين بمنطقة سنجة ويبعث برسائل لإحدى المحطات الإذاعية الكينية ويركز في رسائله على تدني الخدمات التي تقدم للنازحين ويجد من بين النازحين من يقول له ذلك في ظل بعض المعاناة الطبيعية في بداية كل أزمة حتى تكتمل الترتيبات. } الحكومة نجحت في خطابها السياسي وما زالت ونجحت في خطابها الإعلامي ولكن بدأ يصيب حملتها الإعلامية بعض الفتور وما أخشاه عودة الإعلام السوداني الرسمي إلى سابق عهده مع كافة الأزمات التي مرت بها بلادنا وقد كان أكثر أنشطة الدولة تخلفا عن دوره وواجبه في ظل مراسلين سودانيين يعوزهم الوعي وتنقصهم المهنية ويبعثون بأخبار عاجلة قبل أن يتثبتوا منها مثل مراسل الجزيرة الذي تم إبعاده من الدمازين وتسبب في ربكة كبيرة أصابت الناس داخل وخارج السودان دون أن نعرف حكمته من ذلك غير غبائه وضعفه تجاه خدمته لقناة مؤثرة لم ينتبه حتى لما تمليه عليه الموضوعية ودوره مهما يكن تجاه وطنه. } يجب أن يشارك الجميع في هذه الحرب بدلا من أن ننتظر القوات المسلحة لتحسمها ويجب أن يتم تنظيم نفرات أهل السودان بتحديد الاحتياجات مسبقا ومن ثم إدارة حملة إعلامية لها وسائلها وسط النازحين ومواطني الولاية وحضورها في الإعلام الخارجي ولكافة شعب السودان.