تقاطر المئات من مواطني منطقة مايو بجنوب الخرطوم أمس الاثنين صوب محكمة جنايات حي النصر ليشهدوا محاكمة (129) شخصاً وجهت إليهم اتهامات بالردة من خلال طريقة دينية يتبعون تعاليمها ويطلقون عليها (القرآنيين) ويتبعون ما جاء بالقرآن فقط ولا يعملون بالسنة واضطر مولانا أسامة أحمد عبدالله قاضي المحكمة التي تنظر في الدعوى إلى وضع المتهمين في صف واحد بصالة المحكمة فيما انتشرت شرطة مكافحة الشغب لتأمين المحكمة والمتهمين لتبدأ جلسات المحاكمة بالاستماع لأقوال المحقق الرائد الشيخ أحمد عبدالله الذي أفاد بأن الشرطة تلقت بلاغاً من مواطن أفاد فيه بأن هناك جماعة تقيم بالحارة (14) بمنطقة مايو وتقوم تلك المجموعة بأقوال وأفعال تخالف السنة المحمدية وقد تعاملت الشرطة مع البلاغ بتحريك قوة من أفرادها عقب صلاة الجمعة وقامت بضبط (137) متهما بينهم نساء وأن النيابة قد شطبت الاتهام في مواجهة النساء فيما واصلت التحريات مع البقية موضحاً أن الشرطة أخذت أقوال الشاكي وشهود اتهام بينهم علماء من جامعة أم درمان الإسلامية سيقدمون كشهود للاتهام وأضاف المحقق بأنه تولى التحقيق مع المتهمين بدءاً بزعيم الطائفة ويدعى (يحيى) الذي قال إنه يتبع هذه الملة منذ 25 عاماً وإنه أخذ الطريقة من إمام الجماعة الذي توفي في العام 2004م مؤكداً أن الشرطة سبق وأن ألقت القبض عليه وقدمته لمحاكمة برأته ووصف المتهم طريقة العبادة التي يؤدونها بأن ليس فيها أذان وإنما ينادى الناس للصلاة برفع مكبرات الصوت (الصلاة الصلاة) وأنهم يتوضأون كما جاء في القرآن بغسل اليدين والوجه والرجلين ويدخلون في الصلاة مباشرة دون إقامة وأن صلاة الجمعة عندهم أربع ركعات يقرأ فيها القرآن سراً مؤكداً أنهم يلتزمون بما جاء في القرآن فقط موضحاً أن لديه خلوة لتدريس القرآن وأن بقية المتهمين وبعض الأطفال يتعلمون على يديه وتلا المتحري أقوال بقية المتهمين البالغ عددهم (128) متهماً بينهم قاصرون وطاعنون في السن وجاءت أقوالهم متطابقة بأنهم يدرسون القرآن الكريم في خلوة الشيخ بدون تفسير وأنهم لا يعرفون الأحاديث النبوية ولم يسمعوا بها إطلاقاً ولا يعرفون السنن وأنهم يؤمنون بسيدنا محمد بما ذكر في القرآن وبعضهم قال إنه لم يسمع بنبي اسمه (محمد) ولا يعرفون أن ذلك يخالف الشرع ورمى بعضهم باللائمة على الشيخ معللين بأن آباءهم قاموا بإحضارهم وهم أطفال لتعلم القرآن على يد الشيخ وقدم المتحري معروضات البلاغ وهي كمية من المصاحف والألواح وقدمهم للمحاكمة تحت طائلة المادة (126) من القانون الجنائي المتعلقة بالردة وبحسب القضية السابقة لزعيم الطائفة وأربعة من شيوخها فإن الطريقة التي يعتنقونها جاءوا بها من دولة نيجيريا التي قامت بملاحقتهم في اتهامات مماثلة فهربوا منها إلى السودان حيث استقروا بولاية الجزيرة التي اعترض المواطنون فيها على الطريقة التي اتبعوها في الصلاة فقاموا بطردهم أيضاً ليعودوا ويستقروا بحي مايو .