{ إن الهدف الغالي، الحاج آدم يوسف، الذي أحرزه المؤتمر الوطني في شباك الحركات المتمردة، هو في الأصل تمريرة محكمة من (شيخ حسن) للحكومة في زمن قاتل، إذ درج المؤتمر الشعبي بعد كل فترة الإفراج عن كادر من (العيار الثقيل) ليعين إخوانه في المؤتمر الحاكم! هذه المعلومة يسأل عنها الفوتغرافي السوداني الأمهر (فرعيابي)، فرعيابي منتج آخر من دامر المجذوب. { في ظل تقاطعات الأثرياء مع تقاطيع اللحوم، أتصور أننا سنحتاج إلى دراما سودانية على غرار (الشهد والدموع) تحت عنوان (الدمعة والدموع)، دمعة الضأن بالقراصة البلدية التي يفترض أنها ستغيب عن مائدة بعض المقتدرين جهراً، وفي المقابل ستحضر سراً، لكون هذه المقاطعة لا تعدو أن تكون أشواق بعض الفقراء، على أن الآخرين يشاطرونهم المسغبة والعزاء ولو نظرياً.. والله أعلم. سرت بني وليد، قيسان الكرمك، معارك المعقل الأخير، فالكل يخوض معركته على طريقته، والأمة الإسلامية ما بين الدمازين وبنغازي تترقب بصخب الإعلان على أن البلدين خاليتان من (العقيد معمر القذافي والفريق مالك عقار). { غير أن المفارقة الباهظة بين المعقلين تكمن في أن حلف النيتو يؤازر ثورة التحرير الليبية، وفي المقابل يتحمل وزر تمرد الجبهات السودانية. إنتو مسؤولين من الخير.. (الزول دا ما عنده أهل)! أعني السيد أمبيكي، هذا الرجل الذي فقد منصبه الرئاسي بدولة جنوب إفريقيا، ويبدو كما لو أنه يبحث عن موطئ قدم بدولة جنوب السودان، وليعلم الذين لا يعلمون بأنه سفير لم تبعثه واشنطن جهراً، فكلما أحرزت القوات المسلحة نصراً على الأرض، احتدمت أدوار هذا الرجل، مرة سئل الدكتور الترابي، وقد خرج من مجلسه السيد أمبيكي ووفده، سئل عن فعالية هذا التيم، فقال شيخ حسن بسخريته الجريئة «هؤلاء رؤساء بالمعاش لا يقدمون ولا يؤخرون»! { مؤسسة الملاذات الآمنة، متهمة من البعض بأنها لم تتفاعل كما ينبغي مع عصر الفريق الهادي عبدالله بولاية نهر النيل، غير أن ملاذنا الأخير «من الدامر إلى قيسان» يبدو كما لو أنه (جمعة جديدة لتصحيح المسار)، ويفوت على هؤلاء الإخوان بأن التفاعل يكون مع قضايا الجماهير، ومن ثم يكون نصيب الولاية بمقدار تحديها في هذه القضايا، غير أن لسان حال أشواقنا.. (وكنت إذا جئت جئت لعلة.. فأفنيت علاتي فكيف أقول فلي بأرضك كل يوم حاجة.. ولا لي كل يوم إليك وصول) عادب الدكتور عبدالوهاب الأفندي، الأستاذ السوداني بالجامعات البريطانية، عاب في مقاله الأخير بالزميلة (الأحداث) على الحكومة السودانية إعلانها في فترة سابقة على لسان السفير خالد موسى (أن حركة العدل والمساواة قاتلت إلى جانب كتائب القذافي)، والمدهش أن قناتي الجزيرة والعربية والثوار والمجلس الانتقالي كلهم قالوا ذات القول، بل إن آخر الأخبار أن أنصبة خليل إبراهيم كان (سيارات من دهب وفلوس) تسللت إلى الأراضي التشادية، فالمثل السوداني يقول «أكان دار أبوك خربت شيلك منها شلية».. وأي شلية. وإن كان (الأفندي) مشفقاً على الجالية السودانية بالجماهيرية نطمأنه بأن الثوار يفرقون بين المرتزقة وبين السودانيين الشرفاء الذين يشاركونهم عمليات البناء والتحرير. يذكر أن الدكتور الأفندي ينحدر من قبيلة المناصير الشهيرة بولاية نهر النيل، غير أنه ترعرع ونشأ بمدينة بربر قبل أن يتخرج في جامعة الخرطوم، ليصبح أول مستشار ثقافي بسفارة السودان بلندن في بداية الإنقاذ، وهو أول كادر إسلامي يخرج عن منظومة الإنقاذ ويقدم استقالته. { مخرج.. مسكين السودان على غزارة موارده الفكرية والمادية.. (سبعة صنايع والحظ ضائع)!