} هذا هو زمن تهافت الكبار وهم يمارسون العمالة تحت الأضواء الكاشفة وهم بذلك يقدمون نموذجا حيا لويكيليكس حتى لا ننتظر لأعوام ليتم الكشف عن المخبوء وأسرار التآمر ضد الوطن ودعم الأجندة الأمريكية والصهيونية من داخل تلك الجلسات السرية الموثقة بالصورة والصوت وغدا سيفرج الأمريكيون عن الأصل وسيشاهد الأحفاد والأبناء عمالة آبائهم وأمهاتهم ويدمغهم الشعب في ذاكرته الوطنية وينعتهم بأقبح الخصال وأدناها. } موسى كوسا وزير خارجية القذافي ومدير مخابراته تنقذه المخابرات البريطانية وتنفذ خطة خروجه عن القذافي عبر تونس إلى بريطانيا ومن ثم تدفع به إلى اجتماعات مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في الدوحة ليواصل تجسسه لصالح بريطانيا إلا أن الثوار يكتشفون عمالته عبر نشر صحفي في إحدى الصحف والدوريات الغربية فيقطعون عليه الطريق وقد كانت عملية خروجه من ليبيا بوساطة المخابرات البريطانية كافية للتفسير والوصول إلى حقيقة موسى كوسا وقبله كان الصحاف في العراق يمارس العمالة لصالح (CIA) ولذلك قدموا له الحماية التي يستحقها الجواسيس وكرزاي في أفغانستان يخدم أمريكا كعميل في منصب الرئيس وابن علي يكشف أحد المقربين منه أنه على صلة بالموساد وفي بلادنا هناك من كان وزيرا وهو في الحقيقة مجرد عميل ضلل الأمريكيين وحملهم على ضرب مصنع الشفاء وفي ويكيليكس الأولى اتضح أن دينق ألور مجرد عميل وجاسوس لل (CIA) وقد كان يكتب تقاريره بخط يده ويومها كان الرجل وزير خارجية السودان. وداخل الحركة الشعبية وصل الحد إلى التنافس على نيل السبق في العمالة لصالح أمريكا واليهود ولذلك لن ينال الجنوب خيرا من قيادات الحركة الشعبية وفي المخابرات قاعدة ثابتة (إن العميل يقدم مصلحة مخدمه على مصلحة وطنه ومن ثم تأتي مصلحته هو الشخصية ولا مجال للوطن في الجاسوسية وهو أول شيء يجب أن يتحلل الجاسوس منه). } لم يعد هناك شيء يمكن أن تخفيه أمريكا وقد وصل بها الحال من الغرور أن تمارس أنشطة الظلام في وضح النهار وأن تتحدث بلسان فصيح عن خططها وأهدافها وما تأمر به من أدوار وقد صار كل شيء واضحا وبيّنا يبصره حتى من كان في عينيه رمد وأمامكم الرحلات التي تنظمها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتؤمها مجموعات شبابية من البلدان العربية كواحد من الأنشطة الاستخبارية والإسعافية لتلحق هذه الدول بركب الثورات وتوجه مسارها لصالح أجندتهم التي كان يخدمها الرؤساء المخلوعون وتعمل عبر ذات المجموعات الشبابية من الدول الأخرى التي لم تندلع فيها الثورات بعد لتنجز الذي لم تكن تتحسب له حتى فاجأتها الثورات العربية. } لم يكن محرجا لقطاع الشمال (مقطوع الطاري) أن ينشر خطاب عرمان أمام إحدى لجان الكونغرس الأمريكي وهو يسب بلاده ويلعن شعبه ويحرّض الأمم لتنقض على بلاده وتقضي على ما تبقى منها وما زال يقاوم التقسيم والتدمير والإستراتيجية الإسرائيلية التي أعلن عنها وزير الأمن الداخلي السابق الإسرائيلي في العام 2008م وهو يعلن ذات السياسة التي يطالب عرمان الكونغرس الأمريكي بها من خلال خطابه المنشور كذلك في صحيفة الوطن أمس وهذا العميل يتحدث عن (كوش) ويحث الأمريكيين لدعمهم حتى يندلع تمردهم في الشمال الأقصى ويطالب بدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ليقوموا برسالتهم النبيلة حسب زعمه ويطالب بهيكلة مركز القوة وهذا الحديث مرادف لعبارة أخرى أطلقتها سوزان رايس مندوبة أمريكا في مجلس الأمن هي (تغيير بنية النظام) وهذا الحديث معناه ألا يحكم البشير ولا الصادق المهدي ولا الميرغني ولا الترابي ولا نقد ولا عرمان نفسه وهو يدرك ذلك ولكنها حياة العمالة تحمل العميل ليفعل كل شيء وهذا ما كنا نراه من عرمان وهو يخدم مشروع الحركة الشعبية لأنه ليس مشروعها هي وإنما مشروع من جندوا عرمان وجندوا كافة قيادات الحركة الشعبية إلا سلفاكير بعد أن أحاطوه بمجموعة كبيرة من الجواسيس والرجل لا حول له ولا قوة. } الكثير من المواقف والتصريحات الصادرة عن قيادات قطاع الشمال لا نجد لها تفسيرا منطقيا وأمامنا عقار وهو يحكم ويشعر بجدية الحكومة لتبني معه إستراتيجية تجعله ينفرد بالنيل الأزرق حتى يموت ولكنه يختار حياة التمرد ذليلا وخائفا ورجاله يتسربون من بين يديه لأنه بصراحة اختار قبل حياة التمرد حياة العمالة.