منذ إعلان ثورة الإنقاذ بيانها الأول وخوضها المعارك العسكرية في جنوب السودان، ظل المشاهدون ينتظرون بفارغ الصبر البرنامج الحربي الشهير «في ساحات الفداء» بمشاعر مختلفة؛ البعض ينفعل بكل مشاهده ويتأثر ويذرف الدموع، وصنف آخر في خانة المعارضة ينتقده ويرى فيه أنه يؤجج مشاعر التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، حتى جاءت اتفاقية نيفاشا وغاب البرنامج عن شاشة تلفزيون السودان. واستبشر تيار عريض بعودة البرنامج مجددا واحتفلوا به على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت مثل «فيس بوك» بإعلان يقول: «تابعوا البرنامج - اليوم السبت عقب نشرة الأخبار على تلفزيون السودان- وهو البرنامج الذي جعل البعض يأتي من أستراليا لرؤية الدبابين وجعل الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم يهدي مصحفا من باريس لوالدة الشهيد وداعة الله إبراهيم.» وقال معد برنامج في ساحات الفداء إسحق أحمد فضل الله ل(الأهرام اليوم) إن البرنامج لا يعود في شكله التلفزيوني الذي اعتاد عليه المشاهدون من خلال إعلان الاستنفار والتعبئة للقتال. وأشار إلى أن القالب التلفزيوني الجديد للبرنامج طابعه إخباري تحليلي يتناول العمليات العسكرية وتأثيرها على الواقع السياسي في السودان ومستقبله. ويضيف إسحق: «البرنامج يتناول ما وراء الخبر، ولكي يكون هناك حوار سياسي لا بد أن تفهم ماذا أريد». لكن أحزابا سياسية معارضة توجست من عودة برنامج «في ساحات الفداء» وقال رئيس اللجنة السياسية بقوى الإجماع الوطني صديق يوسف - من الحزب الشيوعي - ل(الأهرام اليوم): «المؤتمر الوطني يتبنى خط الحرب التي لم تتوقف منذ اندلاعها في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ويستخدم وسائل الدولة الإعلامية لمصلحته، وهذه ممارسته.»